زرعة عبيد الله وما خلف بعده مثله علماً وفهماً وصيانة وحذقاً وهذا ما لا يرتاب فيه ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشان مثله.
ابن عدي: سمعت القاسم بن صفوان سمعت أبا حاتم يقول: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس وثابت بن محمد الزاهد وأبو زرعة الرازي وذكر آخر. قال النسائي: أبو زرعة رازي ثقة.
وقال أبو نعيم بن عدي: سمعت ابن خراش يقول: كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره فبكرت فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده فأجلسني معه يذاكرني حتى أضحى النهار فقلت: بيني وبين أبي زرعة موعد فجئت إلى أبي زرعة والناس منكبون عليه فقال لي: تأخرت عن الموعد قلت: بكرت فمررت بهذا المسترشد فدعاني فرحمته لوحدته وهو أعلى إسناداً منك وصرت أنت بالدست أو كما قال.
أبو العباس السراج: حدثنا محمد بن مسلم بن وارة قال: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له: ما حالك قال: أحمد الله على الأحوال كلها إني حضرت فوقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عبيد الله لم تذرعت في القول في عبادي قلت: يا رب إنهم حاولوا دينك فقال: صدقت ثم أتي بطاهر الخلقاني فاستعديت عليه إلى ربي فضرب الحد مئة ثم أمر به إلى الحبس ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه وبأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله: سفيان ومالك وأحمد بن حنبل.
رواها ابن وارة أيضاً ابن أبي حاتم وأبو القاسم ابن أخي أبي زرعة. قال أبو جعفر محمد بن علي وراق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة بماشهران وهو في السوق وعنده أبو حاتم وابن وارة والمنذر بن شاذان وغيرهم فذكروا حديث التلقين:" لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله"(٢٩٨) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه فقالوا: تعالوا نذكر الحديث فقال ابن وراة: حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح وجعل يقول: ابن أبي ولم يجاوره وقال أبو حاتم: حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز والباقون سكتوا فقال أبو زرعة وهو في السوق:
(٢٩٨) صحيح: أخرجه مسلم (٩١٦)، وأبو داود (٣١١٧)، والترمذي (٩٧٦)، والنسائي (٤/ ٥) من حديث أبي سعيد الخدري، وورد من حديث أبي هريرة: عند مسلم (٩١٧)، وابن ماجه (١٤٤٤)، وورد من حديث عائشة: عند النسائي (٤/ ٥).