قال أبو علي جزرة: قال لي أبو زرعة: مر بنا إلى سليمان الشاذكوني نذاكره قال: فذهبنا فما زال يذاكره حتى عجز الشاذكوني عن حفظه فلما أعياه ألقى عليه حديثاً من حديث الرازيين فلما يعرفه أبو زرعة فقال سليمان: يا سبحان الله حديث بلدك هذا مخرجه من عندكم وأبو زرعة ساكت والشاذكوني يخجله ويري من حضر أنه قد عجز فلما خرجنا رأيت أبا زرعة قد اغتم ويقول: لا أدري من أين جاء بهذا فقلت له: وضعه في القوت كي تعجز تخجل قال: هكذا قلت: نعم فسري عنه.
ابن عدي: سمعت محمد بن إبراهيم المقرئ سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب فخرج إلي شيخ مخضوب وكنت ناعساً فحركني وقال: يا مردريك من أين أنت أي شيء تنام قلت: أصلحك الله أنا من الري من بعض شاكردي أبي زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني لقيت مالكاً وغيره فما رأت عيناي مثل أبي زرعة.
قال: ودخلت على الربيع بمصر فقال: من أين قلت: من الري قال: تركت أبا زرعة وجئت إن أبا زرعة آية وأن الله إذا جعل إنساناً آية أبانه من شكله حتى لا يكون له ثان. قال ابن أبي حاتم: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعاً من أبي زرعة هو وأبو حاتم إماما خرسان. وقال يوسف الميانجي: سمعت عبد الله بن محمد القزويني القاضي يقول: حدثنا يونس بن عبد الأعلى يوماً فقال: حدثني أبو زرعة فقيل له: من هذا فقال: إن أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا.
ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أحمد سمعت أحمد بن حنبل يدعو الله لأبي زرعة وسمعت عبد الواحد بن غياث يقول: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه. سعيد بن عمرو البرذعي: سمعت محمد بن يحيى يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة يعلم الناس وما كان الله ليترك الأرض إلا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه. علقها ابن أبي حاتم عن سعيد.
ابن عدي: حدثنا أحمد بن محمد بن سلمان القطان حدثنا أبو حاتم الرازي حدثني أبو