للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالت عائشة: فسمعت رسول الله : يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله". وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان فشفى وأشفى". وذكر الأبيات، وزاد فيها:

هجوت محمدا برا حنيفا … رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضي … لعرض محمد منكم وقاء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا … وكان الفتح وانكشف الغطاء

وقال الله: قد أرسلت عبدا … يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله: قد سيرت جندا … هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد … سباب أو قتال أو هجاء

أخرجه مسلم (١).

وقال سليمان بن المغيرة وغيره: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح قال: وفدنا إلى معاوية ومعنا أبو هريرة، وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام. وكان أبو هريرة ممن يصنع لنا فيكثر، فيدعو إلى رحله. قلت: لو أمرت بطعام فصنع ودعوتهم إلى رحلي، ففلعت.

ولقيت أبا هريرة بالعشي فقلت: الدعوة عندي الليلة. فقال: سبقتني يا أخا الأنصار. قال: فإنهم لعندي إذ قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ فذكر فتح مكة. وقال: بعث رسول الله خالد بن الوليد على إحدى المجنبتين، وبعث الزبير على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر؟ ثم رآني فقال: "يا أبا هريرة". قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله. قال: "اهتف لي بالأنصار ولا تأتني إلا بأنصاري". قال: ففعلته. ثم قال: "انظروا قريشا وأوباشهم فاحصدوهم حصدا".

فانطلقنا فما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، وما منا أحد يريد أحدا منهم إلا أخذه. وجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله: أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله : "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن". فألقوا سلاحهم.


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٢٤٩٠" من طريق الليث، به.
قوله: "أدلع لسانه": أي أخرجه عن الشفتين.
لأفرينهم: أي لأمزقن أعراضهم تمزيق الجلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>