للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودخل رسول الله فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف سبعا وصلى خلف المقام ركعتين.

ثم جاء ومعه القوس آخذ بسيتها، فجعل يطعن بها في عين صنم من أصنامهم، وهو يقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]، ثم انطلق حتى أتى الصفا، فعلا منه حتى يرى البيت، وجعل يحمد الله ويدعوه، والأنصار عنده يقولون: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته. وجاء الوحي، وكان الوحي، إذا جاء لم يخف علينا. فلما أن رفع الوحي، قال: "يا معشر الأنصار قلتم كذا وكذا، فما اسمي إذا؟ كلا، إني عبد الله ورسوله. المحيا محياكم والممات مماتكم". فأقبلوا يبكون وقالوا: يا رسول الله ما قلت إلا الضن بالله وبرسوله. فقال: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم".

أخرجه مسلم (١)، وعنده: "كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم".

وفي الحديث دلالة على الإذن بالقتل قبل عقد الأمان.

وقال سلام بن مسكين: حدثني ثابت البناني، عن عبد الله بن بارح، عن أبي هريرة، قال: ما قتل يوم الفتح إلا أربعة. ثم دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم. ثم طاف رسول الله وصلى ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب، فقال: "ما تقولون وما تظنون"؟ قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم". فقال: "أقول كما قال يوسف: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [يوسف: ٩٢] ". قال: فخرجوا كما نشروا من القبور، فدخلوا في الإسلام.

وقال عروة، عن عائشة: دخل رسول الله يوم الفتح من كداء من أعلى مكة (٢).

وقال عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما دخل رسول الله عام الفتح رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر، فتبسم رسول الله إلى أبي بكر، وقال: "كيف قال حسان"؟ فأنشده أبو بكر:

عدمت بنيتي إن لم تروها … تثير النقع من كنفي كداء

ينازعن الأعنة مسرجات … يلطمهن بالخمر النساء


(١) صحيح: أخرجه الطيالسي "٢٤٢٤"، وابن أبي شيبة "١٤/ ٤٧١ - ٤٧٣"، وأحمد "٢/ ٥٣٨"، ومسلم "١٧٨٠" "٨٤" "٨٥"، وأبو داود "١٨٧٢"، والبيهقي "٩/ ١١٧ - ١١٨" من طريق سليمان بن المغيرة، به.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٤٢٩٠" من طريق حفص بن ميسرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>