للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: كان ابن أبي داود امام العراق ونصب له السلطان المنبر وكان في وقته ببغداد مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ.

قلت: لعل قول أبيه فيه أن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فأنه حجة فيما ينقله أو كان يكذب ويوري في كلامه ومن زعم أنه لا يكذب أبداً فهو أرعن نسأل الله السلامة من عثرة الشباب ثم أنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى. قال محمد بن عبد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهداً ناسكاً صلى عليه يوم مات نحو من ثلاث مئة ألف إنسان وأكثر.

قال: ومات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاث مئة وخلف ثلاثة بنين: عبد الأعلى ومحمداً وأبا معمر عبيد الله وخمس بنات وعاش سبعاً وثمانين سنة وصلي عليه ثمانين مرة نقل هذا أبو بكر الخطيب.

قال المحدث يوسف بن الحسن التفكري: سمعت الحسن بن علي ابن بندار الزنجاني قال: كان أحمد بن صالح يمتنع علي المرد من التحديث تورعاً وكان أبو داود يسمع منه وكان له ابن أمرد فاحتال بأن شد على وجهه قطعة من شعر ثم أحضره وسمع فأخبر الشيخ بذلك فقال: أمثلي يعمل معه هذا قال أبو داود: لا تنكر علي واجمع ابني مع شيوخ الرواة فأن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه السماع. إسنادها منقطع.

قال أبو أحمد بن عدي سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير فقال: أن صح حديث الطير فنبوة النبي باطل لأنه حكى عن حاجب النبي خيانة يعني أنساً وحاجب النبي لا يكون خائناً.

قلت: هذه عبارة رديئة وكلام نحس بل نبوة محمد حق قطعي أن صح خبر الطير وأن لم يصح وما وجه الارتباط هذا أنس قد خدم النبي قبل أن يحتلم وقبل جريان القلم فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة فرضنا أنه كان محتلماً ما هو بمعصوم من الخيانة بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولاً ثم أنه حبس علياً عن الدخول كما قيل فكان ماذا والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت فلو حبسه أو رده مرات ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا اللهم الا أن يكون النبي قصد بقوله:" إيتني بأحب خلقك إليك يأكل معي" عدداً من الخيار يصدق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله كما يصح قولنا: احب الخلق إلى الله الصالحون فيقال: فمن احبهم إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>