للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه الواقعة حدث بها الحافظ حمزة السهمي عن أبي الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك قال: سمعت عبد الرحمن بن أحمد حدثنا أبي فذكرها وفيها: ثم قالوا: قد أطلقك الله فلا يمكننا أن نقيدك فزودوني وبعثوا بي.

قال: وكان بقي أول من كثر الحديث بالأندلس ونشره وهاجم به شيوخ الأندلس فثاروا عليه لأنهم كان علمهم بالمسائل ومذهب مالك وكان بقي يفتي بالأثر فشذ عنهم شذوذاً عظيماً فعقدوا عليه الشهادات وبدعوه ونسبوا إليه الزندقة وأشياء نزهه الله منها وكان بقي يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرساً لا يقلع الا بخروج الدجال.

قال: وقال بقي: أتيت العراق وقد منع أحمد بن حنبل من الحديث فسألته أن يحدثني وكان بيني وبينه خلة فكان يحدثني بالحديث في زي السؤال ونحن خلوة حتى اجتمع لي عنه نحو من ثلاث مئة حديث. قلت: هذه حكاية منقطعة.

قال ابن حزم: ومسند بقي روى فيه عن ألف وثلاث مئة صاحب ونيف ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه فهو مسند ومصنف وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وله مصنف في فتاوى الصحابة والتابعين فمن دونهم الذي قد أربى فيه على مصنف ابن أبي شيبة وعلى مصنف عبد الرزاق وعلى مصنف سعيد بن منصور ثم أنه نوه بذكر تفسيره وقال: فصارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها وكان متخيراً لا يقلد أحداً وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجارياً في مضمار البخاري ومسلم والنسائي.

وقال أبو عبد الملك المذكور في تاريخه: كان بقي طوالا أقنى ذا لحية مضبراً قوياً جلداً على المشي لم ير راكباً دابة قط وكان ملازماً لحضور الجنائز متواضعاً وكان يقول أني لأعرف رجلاً كان تمضي عليه الأيام في وقت طلبه العلم ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يرمى وسمعت من كل من سمعت منه في البلدان ماشياً إليهم على قدمي.

قال ابن لبابة الحافظ: كان بقي من عقلاء الناس وأفاضلهم وكان أسلم بن عبد العزيز يقدمه على جميع من لقيه بالمشرق ويصف زهده ويقول: ربما كنت أمشي معه في أزقة قرطبة فإذا نظر في موضع خال إلى ضعيف محتاج أعطاه أحد ثوبيه.

وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: كان بقي يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة

<<  <  ج: ص:  >  >>