للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تاجر بثلاثين ألف درهم، فلم يكن يقدر إلَّا على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيها الشيخ! قد حلف هذا كما بلغك، ووالله لا أهتدي إلَّا إلى هذه. قال: تأذن لي أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قال: نعم. ففرقها أبو عثمان، وقال للتاجر: امكث عندي. وما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلته حتى أصبح، وأذن المؤذن، ثم قال لخادمه: اذهب إلى السوق، وانظر ماذا تسمع. فذهب، ورجع، فقال: لم أر شيئًا. قال: اذهب مرة أخرى، وهو في مناجاته يقول: وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين. قال: فأتى خادمه الفرغاني يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة.

قلت: بمثل هذا يعظم مشايخ الوقت.

قال أبو الحسين أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي لعشر بقين من ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين ومائتين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.

وفيها في شوالها مات الأستاذ العارف أبو القاسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>