وقال أحمد بن عطاء: كان الجنيد يفتي في حلقة أبي ثور.
عن الجنيد، قال: ما أخرج الله إلى الأرض علمًا وجعل للخلق إليه سبيلًا، إلَّا وقد جعل لي فيه حظًا.
وقيل: إنه كان في سوقه وورده كل يوم ثلاث مائة ركعة، وكذا كذا ألف تسبيحة.
أبو نعيم: حدثنا علي بن هارون، وآخر، قالا: سمعنا الجنيد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه، لا يقتدى به.
قال عبد الواحد بن علوان: سمعت الجنيد يقول: علمنا -يعني: التصوف- مشبك بحديث رسول الله.
وعن أبي العباس بن سريج: أنه تكلم يومًا، فعجبوا! فقال: ببركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد.
وعن أبي القاسم الكعبي، أنه قال مرة: رأيت لكم شيخًا ببغداد، يقال له: الجنيد، ما رأت عيناي مثله! كان الكتبة -يعني: البلغاء- يحضرونه لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه، وكلامه بائن عن فهمهم وعلمهم.
قال الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد. كانت له حال خطيرة، وعلم غزير، إذا رأيت حاله، رجحته على علمه، وإذا تكلم، رجحت علمه على حاله.
أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري ألعب وأنا ابن سبع سنين، فتكلموا في الشكر؟ فقال: يا غلام! ما الشكر؟ قلت: أن لا يعصى الله بنعمه. فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على قوله.
السلمي: حدثنا جدي؛ ابن نجيد، قال: كان الجنيد يفتح حانوته ويدخل، فيسبل الستر، ويصلي أربع مائة ركعة.
وعنه، قال: أعلى الكبر أن ترى نفسك، وأدناه أن تخطر ببالك -يعني: نفسك.
أبو جعفر الفرغاني: سمعت الجنيد يقول: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب ﷻ من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة، عري من الإيمان.
قيل: كان نقش خاتم الجنيد: إن كنت تأمله، فلا تأمنه.