الله -والد تمام الرازي- والحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وهو خاتمة أصحابه، وقع لنا من طريقه "صفة المنافق" عاليًا.
قال الخطيب: جعفر الفريابي قاضي الدينور كان ثقة، حجة، من أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوف شرقًا وغربًا، ولقي الأعلام.
وعن أبي حفص الزيات، قال: لما ورد الفريابي إلى بغداد، استقبل بالطيارات، والزبازب، ووعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه. قال: فحضر من حُزِرُوا، فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفًا، وكان المستملون ثلاث مائة وستة عشر نفسًا.
وقال أبو علي بن الصواف: سمعت الفريابي يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلَّا من لفظه، إلَّا ما كان من شيخين: أبي مصعب فإنه ثقل لسانه، والمعلى بن مهدي بالموصل، وكتبت من سنة أربع وعشرين ومائتين.
قال أبو الفضل الزهري: لما سمعت من الفريابي، كان في مجلسه من أصحاب المحابر من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لا يكتب. ثم جعل يبكي.
قلت: سماعه منه كان في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قال أبو أحمد بن عدي: كنا نشهد مجلس جعفر الفريابي، وفيه عشرة آلاف، أو أكثر.
قال أبو بكر الخطيب: الفريابي قاضي الدينور من أوعية العلم.
وقال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوال، سنة ثلاث مائة.
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد والفريابي حي، وقد أمسك عن التحديث، ودخلنا عليه غير مرة، ونكتب بين يديه، كنا نراه حسرة.
قلت: نعم ما صنع، فإنه أنس من نفسه تغيرا، فتورع، وترك الرواية.
وقد حدث عنه من شيوخه: محمد بن يحيى الأزدي البصري.
فأنبأنا مسلم بن محمد، وطائفة، عن القاسم بن علي: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، وأبو منصور بن خيرون، قالا: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا محمد ابن يحيى الأزدي، حدثنا جعفر بن محمد الخراساني، حدثنا عمرو بن زرارة، حدثنا أبو