للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الله -لا العزى ولا اللات- وحده … فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا تنجو ولست بمفلت … من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه … ودين أبي سلمى علي محرم

فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان في حاضره من عدوه، فقالوا: هو مقتول. فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته، وقدم المدينة.

وقال إبراهيم بن ديزيل، وغيره: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا الحجاج ابن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، عن أبيه، عن جده، قال: خرج كعب وبجير أخوه ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف، فقال بجير لكعب: اثبت هنا حتى آتي هذا الرجل فأسمع ما يقول. قال: فجاء رسول الله ﷺ فعرض عليه الإسلام فأسلم، فبلغ ذلك كعبا، فقال:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة … فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا

سقاك بها المأمون كاسا روية … وأنهلك المأمور منها وعلكا

ويروى: سقاك أبو بكر بكأس روية.

ففارقت أسباب الهدى وتبعته … على أي شيء ويب (١) غيرك دلكا

على مذهب لم تلف أما ولا أبا … عليه، ولم تعرف عليه أخا لكا

فاتصل الشعر بالنبي ﷺ فأهدر دمه. فكتب بجير إليه بذلك، ويقول له: النجاء وما أراك تنفلت. ثم كتب إليه: اعلم أن رسول الله ﷺ لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا قبل ذلك منه، وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب، وقال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله ﷺ، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله ﷺ، ثم دخل المسجد ورسول الله ﷺ مع أصحابه مكان المائدة من القوم، والقوم متحلقون معه حلقة دون حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم.

قال كعب: فأنخت راحلتي، ودخلت، فعرفت رسول الله ﷺ بالصفة، فتخطيت حتى


(١) ويب: ويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>