وعن ابنه؛ أبي الحسن بن العلاف، قال: إنما كنى أبي بالهر عن ابن الفرات المحسن ولد الوزير.
وعن آخر قال: هويت جارية للوزير علي بن عيسى غلامًا لابن العلاف الضرير، فعلم بهما الوزير، فقتلهما، وسلخهما وحشاهما تبنا، فرثاه أستاذه ابن العلاف، وكنى عنه بالهر -فالله أعلم- فقال:
يا هر فارقتنا ولم تعد … وكنت عندي بمنزل الولد
وكيف ننفك عن هواك وقد … كنت لنا عدة من العدد
وتخرج الفأر من مكامنها … ما بين مفتوحها إلى السدد
يلقاك في البيت منهم مدد … وأنت تلقاهم بلا مدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا … ولم تكن للأذى بمعتقد
وحمت حول الردى بظلمهم … ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعدًا … وأنت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئدًا … وتبلع الفرخ غير متئد
وتطرح الريش في الطريق لهم … وتبلع اللحم بلع مزدرد
أطعمك الغي لحمها فرأى … فتلك أصحابها من الرشد
كادوك دهرًا فما وقعت وكم … أفلت من كيدهم ولم تكد
فحين أخفرت وانهمكت وكا … شفت وأشرفت غير مقتصد
صادوك غيظًا عليك وانتقموا … منك وزادوا ومن يصد يصد
ثم شفوا بالحديد أنفسهم منك … ولم يرعووا على أحد
ولم تزل للحمام مرتصدًا … حتى سقيت الحمام بالرصد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما … لم ترث يومًا لصوتها الغرد
أذاقك الموت ربهن كما … أذقت أفراخه يدًا بيد