كأن حبلًا حوى بجودته … جيدك للخنق كان من مسد
كأن عيني تراك مضطربًا … فيه وفي فيك رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاص منه فلم … تقدر على حيلة ولم تجد
فجدت بالنفس والبخيل بها … كنت ومن لم يجد بها يجد
فما سمعنا بمثل موتك إذ … مت ولا مثل حالك النكد
عشت حريصًا يقوده طمع … ومت ذا قاتل بلا قود
يا من لذيذ الفراخ أوقعه … ويحك! هلا قنعت بالغدد
ألم تخف وثبة الزمان وقد … وثبت في البرج وثبة الأسد
عاقبة البغي لا تنام وإن … تأخرت مدة من المدد
أردت أن تأكل الفراخ ولا … يأكلك الدهر أكل مضطهد
هذا بعيد من القياس وما … أعزه في الدنو والبعد
لا بارك الله في الطعام إذا … كان هلاك النفوس في المعد
كم دخلت لقمة حشا شره … فأخرجت روحه من الجسد
ما كان أغناك عن تسلقك الـ … ـبرج ولو كان جنة الخلد
قد كنت في نعمة وفي دعةٍ … من العزيز المهيمن الصمد
تأكل من فأر دارنا رغدًا … أكل جزاف نام بلا عدد
وكنت بددت شملهم زمنًا … فاجتمعوا بعد ذلك البدد
ولم يبقوا لنا على سبدٍ … في جوف أبياتنا ولا لبد
وفرغوا قعرها وما تركوا … ما علقته يد على وتد
وفتتوا الخبز في السلال فكم … تفتت للعيال من كبد
ومزقوا من ثيابنا جددًا … فكلنا في مصائب جدد
وهي خمسة وستون بيتًا.
توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة، وله مائة عام.
والنهروان: بالفتح، ووهم السمعاني فضم راءه.