للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عنه: أبو الفضل التميمي.

وكان كالمقهور مع نائب العراق ابن بويه، قرر له في اليوم مائة دينار فقط. واشتد الغلاء المفرط ببغداد، فذكر ابن الجوزي أنه اشتري لمعز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم.

قلت: ذلك سبعة عشر قنطارًا بالدمشقي، لأن الكر أربعة وثلاثون كارة، والكارة خمسون رطلًا.

واقتتل صاحب الموصل ناصر الدولة، ومعز الدولة، فالتقوا بعكبرا، فانتصر ناصر الدولة، ونزل بالجانب الشرقي، ثم تلاشى أمره، وفر، فوضعت الديلم السيف والنهب في البلد، وسبيت النساء. ثم تمكن المطيع قليلًا ثم اصطلح ابن بويه، وصاحب الموصل، فعز ذلك على الأتراك الذين قوي بهم صاحب الموصل، وهموا بقتله، فحاربهم فمزقهم، وهرب إليه أبو جعفر بن شيرزاد، فسمله وسجنه.

وفيها، أعني سنة ٣٣٦: خرج معز الدولة، والمطيع إلى البصرة لحرب أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله البريدي، فاستأمن إليهم عسكر أبي القاسم، وهرب هو إلى القرامطة، وعظم معز الدولة، ثم جاء أبو القاسم مستأمنا إلى بغداد، فأقطع قرى، ثم اختلف صاحب الموصل، ومعز الدولة، وفر عن الموصل صاحبها، ثم صالح على أن يحمل في السنة ثمانية آلاف ألف درهم.

وفي سنة أربع وأربعين وثلاث مائة: مرض معز الدولة بعلة الإنعاظ، وأرجف بموته، فعقد إمرة الأمراء لابنه بختيار، واستوزر أبا محمد المهلبي، وعظم قدره.

وفي سنة سبع وأربعين: استولى معز الدولة على الموصل، وساق وراء ناصر الدولة إلى نصيبين فهرب إلى حلب فبالغ أخوه في خدمته، وتراسلا في أن يكون الموصل بيد سيف الدولة لأن ناصر الدولة غدر ونكث غير مرة بابن بويه، ومنع الحمل، ثم رد معز الدولة إلى بغداد.

وفي سنة خمسين: ضمن معز الدولة الشرطة والحسبة ببغداد، وظلم، وأنشأ دارًا لم يسمع: بمثلها، خرب لأجلها دور الناس، وغرم عليها إلى أن مات ست مائة ألف دينار.

واستضرت الروم على بلاد الشام، وأخذوا حلب بالسيف وغيرها من المدائن كسروج والرها، وأول تمكنهم أنهم هزموا سيف الدولة في سنة تسع وثلاثين. فنجا بالجهد في نفر يسير، وبلغهم وهن الخلافة، وعجز سيف الدولة عنهم بعد أن هزمهم غير مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>