قال عبد الله: أما ابن أثال فقد كفانا الله، وأما ابن النواحة فلم يزل في نفسي حتى أمكن الله منه. رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده"، عن المسعودي. وله شاهد.
قال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم، بن مسعود، عن أبيه، سمع النبي ﷺ حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه يقول لهما:"وأنتما تقولان بمثل ما يقول"؟ قالا: نعم. فقال:"أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما".
قال ابن إسحاق: وقد كان مسيلمة كتب إلى رسول الله ﷺ في آخر سنة عشر:
من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. سلام عليك، أما بعد، فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون.
فكتب إليه:"من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين".
ثم قد وفد طيئ، على رسول الله ﷺ، وفيهم زيد الخيل سيدهم، فأسلموا، وسماه رسول الله ﷺ زيد الخير، وقطع له فيد وأرضين، وخرج راجعا إلى قومه، فقال رسول الله ﷺ:"إن ينج زيد من حمى المدينة". فإنه يقال قد سماها رسول الله ﷺ باسم غير الحمى، فلم نثبته. فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه، يقال له: قردة، أصابته الحمى فمات بها. قال: فعمدت امرأته إلى ما معه من كتب فحرقتها.
وقال شعبة: حدثنا سمك بن حرب، قال سمعت عباد بن حبيش، يحدث عن عدي بن حاتم، قال: جاءت خيل رسول الله ﷺ وأنا بعقرب، فأخذوا عمتي وناسا. فلما أتوا بهم رسول الله، قالت: يا رسول الله، غاب الوافد، وانقطع الولد، وأنا عجوز كبيرة، فمن علي من الله عليك. قال:"من وافدك"؟ قالت: عدي بن حاتم. قال:"الذي فر من الله ورسوله"؟ قالت: فمن علي، ورجل إلى جنبه تراه عليا، فقال:"سليه حملانا"، فأمر لها به.
قال: فأتتني، فقالت: لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها. إيته راغبا أو راهبا، فقد أتاه فلان فأصاب منه، وأتاه فلان فأصاب منه.
قال عدي: فأتيته، فإذا عند امرأة وصبيان؛ أو صبي، فذكر قربهم من النبي ﷺ قال: