أصفران فيهما: نصر من الله وفتح قريب. وبند لمخلد فيه اللهم انصر وليك على من سب نبيك وخطبهم أحمد ابن أبي الوليد فحض على الجهاد ثم ساروا ونازلوا المهدية ولما التقوا وأيقن مخلد بالنصر تحركت نفسه الخارجية. وقال لأصحابه: انكشفوا، عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوهم ففعلوا ذلك فاستشهد خمسة وثمانون نفسًا من العلماء والزهاد.
وخوارج المغرب إباضية منسوبون إلى عبد الله بن يحيى بن إباض الذي خرج في أيام مروان الحمار وانتشر أتباعه بالمغرب يقول: أفعالنا مخلوقة لنا ويكفر بالكبائر ويقول: ليس في القرآن خصوص ومن خالفه حل دمه.
نعم وكان القائم يسمى أيضًا نزارًا، ولما أخذ أكثر بلاد مصر في سنة سبع وثلاث مائة انتدب لحربه جيش المقتدر عليهم مؤنس فالتقى الجمعان فكانت وقعة مشهورة ثم تقهقر القائم إلى المغرب ووقع في جيشه الغلاء والوباء وفي خيلهم وتبعه أيامًا جيش المقتدر.
وكان موت القائم في شوال سنة أربع وثلاثين محصورًا بالمهدية لكن قام بعده ابنه المنصور.
وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد لما شهروه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه وقد رأيت في ذلك تواريخ عدة يصدق بعضها بعضًا.
وعوتب بعض العلماء في الخروج مع أبي يزيد الخارجي فقال: وكيف لا أخرج وقد، سمعت الكفر بأذني خضرت عقدا فيه جمع من سنة ومشارقة وفيهم أبو قضاعة الداعي فجاء رئيس فقال: كبير منهم إلى هنا يا سيدي ارتفع إلى جانب رسول الله يعني: أبا قضاعة فما نطق أحد.
ووجد بخط فقيه قال: في رجب، سنة ٣٣١ قام المكوكب يقذف الصحابة ويطعن على النبي ﷺ وعلقت رؤوس حمير وكباش على الحوانيت كتب عليها أنها رؤوس صحابة.
وخرج أبو إسحاق الفقيه مع أبي يزيد، وقال: هم أهل القبلة وأولئك ليسوا أهل قبلة وهم بنو عدو الله فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد لأنه خارجي.
قال: أبو ميسرة الضرير: أدخلني الله في شفاعة أسود رمى هؤلاء القوم بحجر.
وقال السبائي: أي والله نجد في قتل المبدل للدين.
وتسارع الفقهاء والعباد في أهبة كاملة بالطبول والبنود. وخطبهم في الجمعة أحمد بن أبي الوليد وحرضهم وقال: جاهدوا من كفر بالله وزعم أنه رب من دون الله وغير أحكام الله