للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقاموه في الملك بعد أبيه، وله إحدى عشرة سنة. فحكى هو، قال: ضمني أبي وقبلني وهو عريان وقال: امض فالعب، فأنا في عافية. قال: ثم توفي، فأتاني برجوان، وأنا على جميزة في الدار. فقال: انزل ويحك، الله الله فينا، فنزلت، فوضع العمامة بالجوهر على رأسي، وقبل الأرض ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وخرج بي إلى الناس، فقبلوا الأرض، وسلموا علي بالخلافة.

قلت: وكان شيطانًا مريدا جبارا عنيدا، كثير التلون، سفاكا للدماء، خبيث النحلة، عظيم المكر جوادا ممدحا، له شأن عجيب، ونبأ غريب، كان فرعون زمانه، يخترع كل وقت أحكاما يلزم الرعية بها، أمر بسب الصحابة ، وبكتابة ذلك على أبواب المساجد والشوارع. وأمر عماله بالسب، وبقتل الكلاب في سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وأبطل الفقاع والملوخيا، وحرم السمك الذي لا فلوس عليه، ووقع ببائع لشيء من ذلك فقتلهم.

وفي سنة اثنتين وأربع مائة، حرم بيع الرطب، وجمع منه شيئًا عظيمًا، فأحرقه، ومنع من بيع العنب، وأباد الكروم. وأمر النصارى بتعليق صليب في رقابهم زنته رطل وربع بالدمشقي. وألزم اليهود أن يعلقوا في أعناقهم قرمية في زنة الصليب إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه، وأن تكون عمائمهم سودا، وأن يدخلوا الحمام بالصليب وبالقرمية، ثم أفرد لهم حمامات. وأمر في العام بهدم كنيسة قمامة، وبهدم كنائس مصر. فأسلم عدة، ثم إنه نهى عن تقبيل الأرض، وعن الدعاء له في الخطب وفي الكتب، وجعل بدله السلام عليه.

وقيل: إن ابن باديس أمير المغرب بعث ينقم عليه أمورًا. فأراد أن يستميله، فأظهر التفقه، وحمل في كمه الدفاتر، وطلب إلى عنده فقيهين، وأمرهما بتدريس فقه مالك في الجامع، ثم تغير فقتلهما صبرا.

وأذن للنصارى الذين أكرههم في العود إلى الكفر.

وفي سنة ٤٠٤: نفى المنجمين من بلاده.

ومنع النساء من الخروج من البيوت، فأحسن وأبطل عمل الخفاف لهن جملة، وما زلن ممنوعات من الخروج سبع سنين وسبعة أشهر.

ثم بعد مدة أمر بإنشاء ما هدم من الكنائس، وبتنصر من أسلم.

وأنشأ الجامع بالقاهرة، وكان العزيز ابتدأه.

<<  <  ج: ص:  >  >>