على الشاب، وقال: بل هجمت علي، وزعمت أنها بلا زوج. فلفت في بارية، وأحرقت، وضرب الشاب ألف سوط.
وولي دمشق للحاكم عدة أمراء ما كان يدع النائب يستقر حتى يعزله.
وفي سنة سبع وأربع مائة سقطت قبة الصخرة.
وفيها استولى ابن سبكتكين على خوارزم.
وفيها قتل الدرزي الزنديق لادعائه ربوبية الحاكم.
وفي سنة تسع: افتتح محمود مدينتين من الهند، وجرت له حروب وملاحم عجيبة.
وفي شوال سنة إحدى عشرة وأربع مائة عدم الحاكم، وكان الخلق في ضنك من العيش معه، صالحهم وطالحهم، وكانوا يدسون إليه الرقاع المختومة بسبه والدعاء عليه، لأنه كان يدور في القاهرة على دابة، ويتزهد. وعملوا هيئة امرأة من كاغد بخف وإزار في يدها قصة، فأخذها فرأى فيها العظائم، فهم بالمرأة فإذا هي تمثال، فطلب العرفاء والأمراء فأمر بالمضي إلى مصر ونهبها وإحراقها، فذهبوا لذلك، فقاتل أهلها، ودافعوا واستمرت النار، والحرب بين الرعية والعبيد ثلاثًا، وهو يركب حماره، ويشاهد الحريق والضجة فيتوجع للناس، ويقول: لعن الله من أمر بهذا. فلما كان ثالث يوم اجتمع الكبراء والمشايخ إليه، ورفعوا المصاحف وبكوا، فرحمهم جنده الأتراك، وانضموا إليهم، وقاتلوا معهم. وقال هو: ما أذنت لهم، وقد أذنت لكم في الإيقاع بهم. وبعث في السر إلى العبيد: استمروا، وقواهم بالأسلحة. وفهم ذلك الناس فبعثوا إليه يقولون: نحن نقصد أيضًا القاهرة، فأمر العبيد بالكف بعد أن أحرق من مصر ثلثها، ونهب وأسر النصف، ثم اشترى الناس حرمهم من العبيد بعد أن فجروا بهن، وكان قوم من جهلة الغوغاء إذا رأوا الحاكم، يقولون: يا واحد، يا أحد، يا محيي يا مميت، ثم أوحش أخته ست الملك بمراسلات قبيحة أنها تزني، فغضبت، وراسلت الأمير ابن دواس، وكان خائفا من الحاكم، ثم ذهبت إليه سرا، فقبل قدمها، فقالت: جئت في أمر أحرس نفسي ونفسك، قال: أنا مملوكك. قالت: أنت ونحن على خطر من هذا. وقد هتك الناموس الذي قرره آباؤنا، وزاد به جنونه، وعمل ما لا يصبر عليه مسلم، وأنا خائفة أن يقتل فنقتل، وتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقت، فما الرأي؟ قالت: تحلف لي، وأحلف لك على الكتمان. فتعاقدا على قتله، وإقامة ابنه، وتكون أنت أتابكه، فاختر عبدين تعتمد عليهما على سرك. فأحضر عبدين شهمين، أمينين، فحلفتهما، وأعطتهما ألف دينار، وإقطاعا. وقالت: اكمنا له في الجبل، فإنه غدا يصعد، وما معه سوى ركابي ومملوك،