لبني العباس، وقطع دعوة المستنصر. فبعث إليه يتهدده فما التفت، فجهز لحربه عسكرا من العرب فحاربوه، وهم بنو زغبة، وبنو رياح، وجرت خطوب يطول شرحها.
وفي هذا الوقت غزت الغز مع إبراهيم ينال السلجوقي. وقيل: ما كان معهم، فغزوا إلى قريب القسطنطينية، وغنموا وسبوا أزيد من مائة ألف. وقيل: جرت المكاسب على عشرة آلاف عجلة، وكان فتحًا عظيمًا.
وفيها صرف المستنصر عن نيابة دمشق ناصر الدولة، وسيفها ابن حمدان بطارق الصقلبي، ثم عزل طارقا بعد أشهر، ثم لم يطول، فعزل برفق المستنصري، ووزر معه أبو محمد الماشلي.
وكان الرفض أيضًا قويا بالعراق.
وفي سنة ست وأربعين ملكت العرب المصريون مدينة طرابلس، وملكوا مؤنس بن يحيى المرداسي، وحاصروا المدائن، ونهبوا القرى، وحل بالناس أعظم بلاء، فبرز ابن باديس في ثلاثين ألفًا. وكانت العرب ثلاثة آلاف فالتقوا، وثبت الجمعان، ثم انكسر ابن باديس، واستحر القتل بجيشه. وحازت العرب الخيل والخيام بما حوت.
وإن ابن باديس لأفضل مالك … ولكن لعمري ما لديه رجال
ثلاثون ألفًا منهم هزمتهم … ثلاثة ألف، إن ذا لمحال
ثم قصدهم ابن باديس وهجم عليه، فانكسر أيضًا. وقتل عسكره، فساق على حمية، وحاصرت العرب القيروان، وتحيز المعز بن باديس إلى المهدية، وجرت حروب تشيب النواصي في هذه الأعوام.
وفي سنة ٤٨: كان بالأندلس القحط الذي ما سمع بمثله، ويسمونه الجوع الكبير.
وكان بمصر القحط والفناء.
وفي سنة تسع: تسلم نواب المستنصر حلب.
وكان غلاء مفرط ببغداد وفناء، وأما بما وراء النهر فتجاوز الوصف.
وفي سنة خمسين: جاء من مصر ناصر الدولة الحمداني على إمرة دمشق.
وفي سنة خمس وخمسين: ولي دمشق أمير الجيوش بدر.
وفي سنة سبع: تمت ملحمة كبرى بالمغرب بين تميم بن المعز بن باديس، وبين قرابته