للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاذقًا بالقضاء. صنَّف كتاب "أدب القاضي" في أربعين جزءًا، وكتاب "الفرائض" في نحو من مائة جزء.

أخبرنا الحسن بن علي الأمين، أخبرنا محمد بن أحمد النسَّابة، أخبرنا أبو المعالي بن صابر، أخبرنا علي بن الحسن بن الموازيني، أخبرنا محمد بن سعدان، أخبرنا يوسف بن القاسم القاضي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الحداد، سمعت أبا عبد الرحمن النسائي، سمعت عبيد الله بن فضالة، سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الشافعي إمام.

نقلت في "تاريخ الإسلام" أنَّ مولد ابن الحداد يوم موت المزني، وأنه جالس أبا إسحاق المروزي لما قَدِمَ عليهم وناظره.

وكتابه في الفروع مختصر، دقَّق مسائله، شرحه القفَّال والقاضي أبو الطيب، وأبو علي السنجي، وهو صاحب وجه في المذهب.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني، سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد النسوي المعدّل بمصر يقول: سمعت أبا بكر بن الحداد يقول: أخذت نفسي بما رواه الربيع، عن الشافعي، أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعًا وخمسين ختمة، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة.

قال الدارقطني: كان ابن الحداد كثير الحديث، لم يحدِّث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله.

وقال ابن يونس: كان ابن الحداد يحسن النحو والفرائض، ويدخل على السلاطين، وكان حافظًا للفقه على مذهب الشافعي، وكان كثير الصلاة متعبدًا، ولي القضاء بمصر نيابة لابن هروان الرملي.

وقال المسبِّحيّ: كان فقيهًا عالمًا كثير الصلاة والصيام، يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويختم القرآن في كل يوم وليلة، قائمًا مصليًّا.

قال: ومات وصلِّيَ عليه يوم الأربعاء، ودفن بسفح المقطَّم عند قبر والدته، وحضر جنازته الملك أبو القاسم بن الإخشيذ، وأبو المسك كافور، والأعيان، وكان نسيج وحده في حفظ القرآن واللغة والتوسّع في علم الفقه، وكانت له حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون، وكان جدًّا كله، ، فما خلف بمصر بعده مثله.

قال: وكان عالمًا أيضًا بالحديث والأسماء والرجال والتاريخ.

وقال ابن زولاق في "قضاة مصر" في سنة أربع وعشرين: سلَّم الإخشيذ قضاء مصر إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>