قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب "معرفة مزكي الأخبار": كان أبو إسحاق بن حمزة يفي بمذاكرة مسانيد الصحابة ترجمة ترجمة، اعترف له بالتفرّد بحفظ المسند أبو بكر الجِعَابي، وأبو علي النيسابوري، ومشايخنا، وسألت أبا عبد الله بن منده عن وفاته فقال: سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. قلت: الأصح سنة ثلاث -كما تقدَّم.
قال الحاكم: سمعت أبا القاسم الداركي الفقيه يقول: جمع الصاحب إسماعيل بن عبَّاد حفاظ بلدنا بأصبهان: العسال أبا أحمد، وأبا القاسم الطبراني، وأبا إسحاق بن حمزة، وغيرهم، وحضرت، وكان قد قَدِمَ عليه ابن الجِعَابي، فأخذوا في مذاكرة الأبواب، ثم ثنُّوا بذكر تراجم الشيوخ، فظهر العجز في كل منهم عن حفظ أبى إسحاق بن حمزة ومذاكرته.
قال الحاكم: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو عبيد بن حربويه انصرف من قضاء مصر فقَدِمَ بغداد، وكان يروي عن أبى الأشعث، وعمر بن شبة، ونحوهما، ثم إنه ارتقى إلى الرواية عن بندار، ومحمد بن المثنى، فلمَّا قَدِمَ حدَّث عن أبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن الحجاج الساميّ، وكان إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني مختصًّا به، فقال لي إبراهيم: إن أبا عبيد قال: عزمت على أن أحدِّث عن أبي الوليد الطيالسي، والحوضي قال: فقلت: الله الله أيها القاضي، فإنا نرجم.
قلت: قد كان ابن حربويه هذا جريئًا على الكذب.
وفيها توفّي: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجة الأصبهابي، ومقرئ بغداد؛ بكار بن أحمد بن بكار؛ أبو عيسى البغدادي، ومسند بغداد أبو الفوارس شجاع بن جعفر الواعظ، والمحدّث أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس الفاكهي المكي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خروف بمصر، وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي، وأبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، وجعفر بن محمد بن الحكم الواسطي.