للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن ابن عمر، قال: صلى لنا رسول الله صلاة العشاء ليلة في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد". متفق عليه (١).

فقال الجريري: كنت أطوف مع أبي الطفيل، فقال: لم يبق أحد ممن لقي رسول الله غيري، قلت: كيف كان رسول الله ؟ قال: كان أبيض مليحا مقصدا. أخرجه مسلم (٢).

وأصح الأقوال أن أبا الطفيل توفي سنة عشر ومائة.

وقال إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني، عن أبيه، عن عبد الله بن بسر، أن النبي قال له: "يعيش هذا الغلام قرنًا"، قال: فعاش مائة سنة.

وقال بشر بن بكر، والوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني سعيد بن المسيب، قال: ولد لأخي أم سلمة غلام، فسموه الوليد، فقال رسول الله : "تسمون بأسماء فراعنتكم، غيروا اسمه -فسموه عبد الله- فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، هو شر لأمتي من فرعون لقومه" (٣).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "١١٦"، ومسلم "٢٥٣٧" من طريق الزهري، به.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "٢٣٤٠" "٩٩" من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي الطفيل، به قوله: "مقصدًا": هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير.
(٣) باطل: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" "٦/ ٥٠٥" من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم كلاهما عن الأوزاعي، به وأخرجه الحاكم "٤/ ٤٩٤" من طريق نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن المسيب عن أبي هريرة، به وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي كعادته!!.
قلت: نعيم بن حماد كثير الخطأ، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعنه، ومتن الحديث باطل. وأخرجه أحمد "١/ ١٨"، وابن حبان في "المجروحين" "١/ ١٢٥"، وابن الجوزي في "الموضوعات" "٢/ ٤٦" عن إسماعيل بن عياش، قال: حدثني الأوزاعي وغيره، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، به.
وقال ابن حبان في إثره: "هذا خبر باطل ما قال رسول الله هذا، ولا عمر رواه، ولا سعيد حدث به، ولا الزهري رواه، ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد". وقال ابن الجوزي بعد ذكره كلام ابن حبان: "فلعل هذا قد أدخل على إسماعيل بن عياش في كبره، وقد رواه وهو مختلط، قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروى عن كل ضرب". وهذا الحديث ذكره الحافظ العراقي فيما أورده على "المسند" على أنه أول الأحاديث التسعة الموضوعة. وذكره الحافظ ابن حجر في "القول المسدد".

<<  <  ج: ص:  >  >>