للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء ثوبان قال: قال رسول الله : "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يقتل بعضا". وقال: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين. وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين حتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ﷿". رواه مسلم (١).

وقال يونس وغيره، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عن أبي موسى، أن رسول الله قال: "بين يدي الساعة الهرج". قيل: وما الهرج؟ قال: "القتل" قالوا: أكثر مما نقتل؟ قال: "إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضا". قالوا: ومعنا يومئذ عقولنا؟ قال: "إنه تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء" (٢).


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٥/ ٢٧٨، ٢٨٤"، ومسلم "٢٨٨٩"، وأبو داود "٤٢٥٤"، والترمذي "٢١٧٦"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "٦/ ٥٢٦ - ٥٢٧"، والبغوي "٤٠١٥" من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب به.
قوله: "زوى لي الأرض": أي جمعها وقبضها و"السنة": هي الجدب والقحط.
"يستبيح بيضتهم": أي مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم. وبيضة الدار: وسطلها ومعظمها أراد عدوا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم.
قيل: أراد إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طعم أو فرخ، وإذا لم يهلك أصل البيضة ربما سلم بعض فراخها.
وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد "٤/ ٤٠٦"، وابن ماجه "٣٩٥٩" من طريق الحسن، حدثنا أسيد بن المتشمس قال: حدثنا أبو موسى، حدثنا رسول الله : فذكره.
قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين خلا أسيد، وهو ثقة كما قال الحافظ في "التقريب".

<<  <  ج: ص:  >  >>