كالشافعي وغيره، يقول: أنا محمدي المذهب. قال لي أبو الحسن الدارقطني يومًا: ما أعمى قلب أبي حفص بن شاهين! حمل إليَّ كتابه الذي صنَّفه في التفسير، وسألني أن أصلح ما فيه من الخطأ، فلقيته قد نقل "تفسير أبي الجارود"، وفرَّقه في الكتاب، وجعله عن أبي الجارود، عن زياد بن المنذر، وإنما هو اسم أبي الجارود، ثم قال الداوودي: وسمعت ابن شاهين يقول: أنا أكتب ولا أعارض. وكذا حكى عنه البرقاني -يعني: ثقة بنفسه فيما ينقل، قال البرقاني: فلذلك لم أستكثر منه زهدًا فيه.
قلت: وتفسيره موجود بمدينة واسط اليوم.
وقال الداوودي: رأيت ابن شاهين اجتمع مع الدارقطني يومًا، فما نطق حرفًا.
قلت: ما كان الرجل بالبارع في غوامض الصنعة، ولكنه راوية الإسلام ﵀.
قال العتيقي: مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
قلت: عاش تسعًا وثمانين سنة، وعاش بعد الدارقطني أيامًا يسيرة، ومات قبلها في العام؛ الزاهد القدوة المحدّث أبو الفتح يوسف بن عمر القوَّاس.
وفيها مات: وزير العجم الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، وشاعر وقته أبو الحسن محمد بن عبد الله بن سكرة العباسي البغدادي، والقاضي علي بن الحسين الأذني صاحب ابن فيل.
أنبأنا المسلم بن محمد الكاتب، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن علي العباسي لفظًا، حدثنا عمر بن أحمد الحافظ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن عمران العابدي، حدثنا الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلَّا الله، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلَّا بحقها، وحسابهم على الله"(١). هذا حسن غريب.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، وإسماعيل بن الفرَّاء قالا: أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب، أخبرنا أبو الحسن بن الطيوري، أخبرنا محمد بن علي العشاري، أخبرنا عمر بن شاهين، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عباد بن
(١) صحيح: مَرَّ تخريجنا له قريبا بتعليقنا رقم "٢٠٧" في هذا الجزء، فراجعه ثَمَّتَ.