للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلاعي، وأبا نصر عبد الله بن محمد بن بندار، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس. وصحب الحافظ عبد الغني، وتخرج به، ثم قدم بغداد، ولحق بها البقايا، فسمع: من أبي الحسن بن مخلد جزء ابن عرفة، ومن أحمد بن طلحة المنقي، وأبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، وعثمان بن دوست، وخلق، فأكثر.

حدث عنه: شيخه الحافظ عبد الغني، وأبو بكر الخطيب، والقاضي أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر بن أحمد السراج، وأبو القاسم بن بيان الرزاز، وسعد الله بن صاعد الرحبي، والمبارك بن عبد الجبار الصيرفين وآخرون.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو سعد بن الطيوري.

قال الخطيب: كان الصوري من أحرص الناس على الحديث، وأكثرهم كتبًا له، وأحسنهم معرفةً به، لم يقدم علينا أحد أفهم منه لعلم الحديث، وكان دقيق الخط، صحيح النقل. حدثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغد الخراساني ثمانين سطرًا، وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب في الأخذ؛ ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات. وكان يسرد الصوم إلَّا الأعياد، ولم يزل ببغداد حتى توفي بها. وذكر لي أن شيخه الحافظ عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها؛ ومرةً يقول: حدثني الورد بن علي.

قال الخطيب: كان الصوري صدوقًا، كتب عني، وكتبت عنه.

وقال القاضي أبو الوليد الباجي: الصوري أحفظ من رأيناه.

وقال غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعةً من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصوري.

وقال عبد المحسن الشيحي التاجر: ما رأيت مثل الصوري! كان كأنه شعلة نار، بلسان كالحسام القاطع.

قال أبو طاهر السلفي: كتب الصوري "صحيح البخاري" في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عين واحدة.

قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب "فرق الفقهاء" له: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الوراق وكان ثقةً متقنًا أنه شاهد أبا عبد الله الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك، لم يكن وراء ذلك إلَّا الخير والدين، ولكنه كان شيئًا جبل عليه، ولم يكن في ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>