للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالخارق للعادة، فقرأ يومًا جزءًا على أبي العباس الرازي، وعن له أمر ضحكه، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلده، فأنكروا عليه، وقالوا: هذا لا يصلح، ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث النبي وأنت تضحك. وكثروا عليه، وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون بهذا. فقال: ما في بلدكم شيخ إلَّا يجب أن يقعد بين يدي، ويقتدي بي، ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله ، اقرؤوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرؤوا متنه حتى أخبركم بإسناده. ثم قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة أعوام، فما رأيته تعرض لفتوى.

قال أبو الحسين بن الطيوري: كتبت عن عدة، فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري!؛ كان يكتب بفرد عين، وكان متفننًا يعرف من كل علم، وقوله حجة، وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.

قلت: كان من أئمة السنة، وله شعر رائق.

أخبرنا علي بن أحمد العلوي: أخبرنا علي بن جبارة، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا محمد بن علي الصوري الحافظ، أخبرنا أبو محمد بن النحاس، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الحراني، حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا المعافى؛ هو ابن سليمان، حدثنا موسى بن أعين، عن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "تجوزوا في الصلاة، فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة" (١).

هذا حديث صحيح، وعبد الله هو بشر الرقي.

أخبرنا محمد بن علي السلمي، ومحمد بن علي ابن الواسطي قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن الحسن بن سلامة المنبجي، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا محمد بن علي، أخبرنا عبد الرحمن ابن عمر، أخبرنا أحمد بن سلمة الهلالي، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أبو زرعة؛ عبد الأحد بن الليث، عن عثمان بن الحكم الجذامي، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، حدثني عروة، عن عائشة قالت: "أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مثل فلق الصبح" (٢).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٧٠٣"، ومسلم "٤٦٧"، وأبو داود "٧٩٤"، والترمذي "٢٣٦"، والنسائي "٢/ ٩٤".
(٢) صحيح: أخرجه أحمد "٦/ ١٥٣، ٢٣٢"، والبخاري "٣"، "٤٩٥٣"، ومسلم "١٦٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>