للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي: حدثنا، أبي قال: حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب يعني كتاب المعرفة في السنن والآثار وفرغت من تهذيب أجزاء منه سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة يقول: رأيت الشافعي في النوم وبيده أجزاء من هذا الكتاب وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء أو قال: قرأتها. ورآه يعتد بذلك. قال: وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني الشافعي قاعدًا في الجامع على سرير وهو يقول: قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا.

وأخبرنا أبي قال: سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول: سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول: رأيت في المنام كأن تابوتًا علا في السماء يعلوه نور فقلت: ما هذا؟ قال: هذه تصنيفات أحمد البيهقي. ثم قال شيخ القضاة: سمعت الحكايات الثلاثة من الثلاثة المذكورين.

قلت: هذه رؤيا حق فتصانيف البيهقي عظيمة القدر غزيرة الفوائد قل من جود تواليفه مثل الإمام أبي بكر فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما سننه الكبير وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور وتكاثر عليه الطلبة وسمع: وا منه كتبه وجلبت إلى العراق والشام والنواحي واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسمع: ها من أصحاب البيهقي ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي.

وبلغنا عن، إمام الحرمين أبي المعالي الجويني قال: ما من فقيه شافعي إلَّا وللشافعي عليه منة إلَّا أبا بكر البيهقي فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه.

قلت: أصاب أبو المعالي هكذا هو ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبًا يجتهد فيه؛ لكان قادرًا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث. ولما سمع: وا منه ما أحبوا في قدمته الأخيرة مرض وحضرت المنية فتوفي في عاشر شهر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربع مائة فغسل وكفن وعمل له تابوت فنقل ودفن ببيهق؛ وهي ناحية قصبتها خسروجرد هي محتده وهي على يومين من نيسابور وعاش أربعًا وسبعين سنة.

ومن الرواة عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، بالإجازة وولده إسماعيل بن أحمد وحفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد وأبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ

<<  <  ج: ص:  >  >>