وقع لنا هذا في مسند أحمد فأنا وابن حزم فيه سواء.
وبه: إلى ابن حزم فيما أحرق له المعتضد بن عباد من الكتب يقول:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الّذي … تضمّنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلّت ركائبي … وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رقٍّ وكاغدٍ … وقولوا بعلم كي يرى النّاس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتب بدأةً … فكم دون ما تبغون للّه من ستر
كذاك النّصارى يحرقون إذا علت … أكفّهم القرآن في مدن الثّغر
وبه لابن حزم:
أُشهد اللّه والملائك أنّي … لا أرى الرّأي والمقاييس دينا
حاش للّه أن أقول سوى ما … جاء في النّصّ والهدى مستبينا
كيف يخفى على البصائر هذا … وهو كالشّمس شهرةً ويقينا
فقلت مجيبًا له:
لو سلمتم من العموم الّذي … نعلم قطعًا تخصيصه ويقينا
وترطّبتم فكم قد يبستم … لرأينا لكم شفوفًا مبينا
ولابن حزم:
مناي من الدنيا علومٌ أبثّها … وأنشرها في كلّ بادٍ وحاضر
دعاءٌ إلى القرآن والسّنن التي … تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثّغور مجاهدًا … إذا هيعةٌ ثارت فأوّل نافر
لألقى حمامي مقبلًا غير مدبرٍ … بسمر العوالي والرّقاق البواتر
كفاحًا مع الكفار في حومة الوغى … وأكرم موتٍ للفتى قتل كافر
فيا ربّ لا تجعل حمامي بغيرها … ولا تجعلنّي من قطين المقابر
ومن شعره: