للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل الدّهر إلَّا ما عرفنا وأدركنا … فجائعه تبقى ولذّاته تفنى

إذا أمكنت فيه مسرّة ساعةٍ … تولّت كمرّ الطّرف واستخلفت حزنا

إلى تبعاتٍ في المعاد وموقفٍ … نودّ لديه أنّنا لم نكن كنّا

حنينٌ لما ولّى وشغلٌ بما أتى … وهمٌّ لما نخشى فعيشك لا يهنا

حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسرةٍ … وفات الذي كنّا نلذّ به عنا

كأنّ الذي كنّا نسرّ بكونه … إذا حقّقته النّفس لفظٌ بلا معنى

وله على سبيل الدعابة وهو يماشي أبا عمر بن عبد البر وقد رأى شابًا مليحًا فأعجب ابن حزم فقال أبو عمر: لعل ما تحت الثياب ليس هناك فقال:

وذي عذلٍ فيمن سباني حسنه … يطيل ملامي في الهوى ويقول

أمن حسن وجهٍ لاح لم تر غيره … ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل؟

فقلت له: أسرفت في اللّوم فاتّئد … فعندي ردٌّ لو أشاء طويل

ألم تر أنّي ظاهريٌّ وأنّني … على ما بدا حتّى يقوم دليل

أنشدنا أبو الفهم بن أحمد السلمي أنشدنا ابن قدامة أنشدنا ابن البطي أنشدنا أبو عبد الله الحميدي أنشدنا

أبو محمد علي بن أحمد لنفسه:

لا تشمتن حاسدي إن نكبةٌ عرضت … فالدّهر ليس على حال بمتّرك

ذو الفضل كالتّبر طورًا تحت ميفعةٍ … وتارةً في ذرى تاجٍ على ملك

وشعره فحل كما ترى وكان ينظم على البديه ومن شعره:

أنا الشّمس في جوّ العلوم منيرةً … ولكنّ عيبي أن مطلعي الغرب

ولو أنّني من جانب الشّرق طالعٌ … لجدّ على ما ضاع من ذكري النّهب

ولي نحو أكناف العراق صبابةٌ … ولا غرو أن يستوحش الكلف الصّبّ

فإن ينزل الرّحمن رحلي بينهم … فحينئذٍ يبدو التّأسّف والكرب

هنالك يدرى أنّ للبعد قصّةً … وأنّ كساد العلم آفته القرب

<<  <  ج: ص:  >  >>