بمقدم الشّيخ رزق اللّه قد رزقت … أهل أصبهان أسانيدًا عجيبات
ثم قال السلفي: وروى رزق الله بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السلمي.
وقال أبو زكريا بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله الحنبلي بأصبهان يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد واحدًا يقال له: أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف. قرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على ابن مجاهد، وأدركت أيضًا أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشبلي وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشبلي وقد اجتاز على بقال ينادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكررها ويبكي، ثم أنشأ يقول:
خليليّ إن دام همّ النّفوس … على ما أراه سريعًا قتل
فيا ساقي القوم لا تنسني … ويا ربّة الخدر غنّي رمل
لقد كان شيءٌ يسمّى السّرور … قديمًا سمعنا به ما فعل?
قال أبو علي الصدفي: قرأت على رزق الله التميمي برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كل الطوائف تدعيني. وسمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منا، ثم تذكرونا، فلا تترحموا علينا. ﵀.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أحمد بن طارق، سمع أبا الكرم الشهرزوري يقول: سمعت رزق الله بن عبد الوهاب يقول: دخلت سمرقند وكان السلطان ملكشاه بها، فرأيت أهلها يروون "الناسخ والمنسوخ" لهبة الله المفسر جدي، بواسطة خمسة رجال إليه، فقلت لهم: الكتاب معي، ومصنفه جدي لأمي، وقد سمعته منه، ولكن ما أسمع كل واحد إلَّا بمائة دينار. فما كان الظهر حتى جاءتني خمس مائة دينار، فسمعوه، فلما رجعت؛ دخلت أصبهان، وأمليت بها.
قال السلفي: سألت المؤتمن عن رزق الله، فقال: هو الإمام علمًا ونفسًا وأبوة، وما يذكر عنه، فتحامل من أعدائه.
وقال أبو عامر العبدري: كان أبو محمد ظريفًا لطيفًا، كثير الحكايات والملح، ما أعلم منه إلَّا خيرًا.
وقال ابن ناصر: ما رأيت شيخًا ابن سبع وثمانين سنةً أحسن سمتًا وهديًا واستقامة قامة منه، ولا أحسن كلامًا، ولا أظرف وعظًا، وأسرع جوابًا منه. فلقد كان جمالًا للإسلام -كما