للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولابن اللبانة -ووفد بها إلى السجن:

تنشق رياحين السلام فإنما … أفض بها مسكًا عليك مختما

وقل لي مجازًا أن عدمت حقيقةً … بأنك في نعمى فقد كنت منعما

أفكر في عصرٍ مضى لك مشرقا … فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما

وأعجب من أفق المجرة إذ رأى … كسوفك شمسًا كيف أطلع أنجما

قناةٌ سعت للطعن حتى تقصدت … وسيفٌ أطال الضرب حتى تثلما

بكى آل عبادٍ ولا كمحمدٍ … وأبنائه صوب الغمامة إذ هما

صباحهم كنا به نحمد السرى … فلما عدمناهم سرينا على عمى

وكنا رعينا العز حول حماهم … فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى

وقد ألبست أيدي الليالي محلهم … مناسيج سدى الغيث فيها وألحما

قصورٌ خلت من ساكنيها فما بها … سوى الأدم يمشي حول واقفة الدمى

كأن لم يكن فيها أنيسٌ ولا التقى … بها الوفد جمعًا والخميس عرمرما

فكنت وقد فارقت ملكك مالكا … ومن ولهي أبكي عليك متمما

تضيق علي الأرض حتى كأنني … خلقت وإياها سوارًا ومعصما

وإني على رسمي مقيمٌ فإن أمت … سأجعل للباكين رسمي موسما

بكاك الحيا والريح شقت جيوبها … عليك وناح الرعد باسمك معلما

ومزق ثوب البرق واكتست الضحى … حدادًا وقامت أنجم الليل مأتما

ولا حل بدر التم بعدك دارةً … ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما

سينجيك من نجى من الجب يوسفا … ويؤويك من آوى المسيح ابن مريما

فلما أنشده إياها، وأراد الخروج، أعطاه تفضيلة وعشرين دينارًا، وأبياتًا يعتذر فيها. قال: فرددتها عليه لعلمي بحاله، وأنه ما ترك عنده شيئًا.

قال ابن خلكان: مولده كان في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، ومات في شوال سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. وقد سمى ابن اللبانة بني المعتمد بأسمائهم وألقابهم، فعد نحوًا من ثلاثين نفسًا، وعد له أربعًا وثلاثين بنتًا.

قلت: افتقروا بالمرة، وتعلموا صنائع، وكذلك الدهر، نسأل الله المغفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>