قال السلفي: وقد اخترت من شعره "مجلدة" لطيفة، وسمعتها منه.
وقال ابن الخياط: دخلت في الصبا على الأمير ابن حيوس بحلب وهو مسن، فأنشدته لي:
لم يبق عندي ما يباع بدرهمٍ … وكفاك عين منظري عن مخبري
إلا صبابة ماء وجهٍ صنتها … من أن تباع وأين المشتري
فقال له ابن حيوس: لو قلت:
وأنت نعم المشتري.
لكان أحسن. ثم قال: كرمت عندي، ونعيت إلي نفسي، فإن الشام لا يخلو من شاعر مجيد، فأنت وارثي، فاقصد بني عمار بطرابلس، فإنهم يحبون هذا الفن، ثم وصله بثياب، ودنانير، ومضى إلى بني عمار، فوصلوه، ومدحهم.
قال العماد الكاتب: ابن حيوس أصنع من ابن الخياط، لكن لشعر ابن الخياط طلاوة ليست له، ومن كان ينظر إلى ابن الخياط، يعتقده جمالًا أو حمالًا، لبزته وشكله وعرضه.
فمن قوله في عضد الدولة أبق بن عبد الرزاق الأمير بدمشق قصيدته المشهورة الفائقة، وهي أكثر من سبعين بيتًا، أولها:
خذا من صبا نجدٍ أمانًا لقلبه … فقد كاد رياها يطير بلبه
ومدح القاضي فخر الملك أبا علي بن محمد بن عمار بطرابلس بهذه:
هبوا طيفكم أعدى على الناس مسراه … فمن لمشوقٍ إن تهوم جفناه
وهي طويلة.
وله في الرئيس وجيه الملك أبي الذواد مفرج بن الحسن الصوفي:
لو كنت شاهد عبرتي يوم النقا … لمنعت قلبك بعدها أن يعشقا
وعذرت في أن لا أطيق تجلدًا … وعجبت من أن لا أذوب تحرقا
إن الظباء غداة رامة لم تدع … إلا حشىً قلقًا وقلبا شيقا
سنحت وما منحت وكم من عارضٍ … قد مر مجتازًا عليك وما سقى
وهي طويلة.