وله في أبق الأمير المذكور قصيدته المشهورة:
سلوا سيف ألحاظه الممتشق … أعند القلوب دمٌ للحدق
أما من معينٍ ولا عاذرٍ … إذا عنف الشوق يومًا رفق
تجلى لنا صارم المقلتيـ … ـن ماضي الموشح والمنتطق
من الترك ما سهمه إذ رمى … بأفتك من طرفه إذا رمق
وليلة وافيته زائرًا … سمير السهاد ضجيع القلق
وقد راضت الكأس أخلاقه … ووقر بالسكر منه النزق
وخف العناق فقبلته … شهي المقبل والمعتنق
وبت أخالج شكي به … أزورٌ طرا أم خيالٌ طرق
أفكر في الهجر كيف انقضى … وأعجب للوصل كيف اتفق
فللحب ما عز مني وهان … وللحسن ما جل منه ودق
لقد أبق الدمع من راحتي … لما أحس بنعمى أبق
تطاوح يهرب من جوده … ومن أمه السيل خاف الغرق
وله في أبي النجم هبة الله بديع الأصبهاني وزير الملك تتش، منها:
وخيلٍ تمطت بي وليلٍ كأنه … ترادف وفد الهم أو زاخر اليم
شققت دجاه والنجوم كأنها … قلائد نظمي أو مساعي أبي النجم
وقال أبو عبد الله أحمد الطليطلي: كان ابن الخياط أول ما دخل طرابلس وهو شاب يغشاني في حلقتي، وينشدني ما أستكثره له، فأتهمه لأنني كنت إذا سألته عن شيء من الأدب، لا يقوم به، فوبخته يومًا على قطعة عملها، وقلت: أنت لا تقوم بنحو ولا لغة، فمن أين لك هذا الشعر? فقام إلى زاوية، ففكر، ثم قال: اسمع:
وفاضلٍ قال إذ أنشدته نخبا … من بعض شعري وشعري كله نخب
لا شيء عندك مما يستعين به … من شأنه معجزات النظم والخطب
فلا عروضٌ ولا نحوٌ ولا لغةٌ … قل لي فمن أين هذا الفضل والأدب