وقال السلفى: سمعت أبا الحسين بن الطيورى غير مرة يقول: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد.
قلت: قول أبي سعد السمعاني فيه: الجوزي -بضم الجيم وبزاي -هو لقب أبي القاسم، وهو اسم طائر صغير.
وقد سئل أبو القاسم التيمي ﵀: هل يجوز أن يقال: لله حد، أو لا؟ وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة أستعفى من الجواب عنها؛ لغموضها، وقلة وقوفى على غرض السائل منها، لكنى أشير إلى بعض ما بلغني: تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل: ليس لله حد: لا يحيط علم الحقائق به، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه، فهو ضال، أو كان غرضه: أن الله بذاته في كل مكان، فهو أيضا ضال.
قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله؛ خوفًا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا.
وقد ذكر أبو القاسم ابن عساكر أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتى الحافظ، فرجحه على أبي القاسم إسماعيل -فالله أعلم- وكأن ابن عساكر لما رأى إسماعيل بن محمد وقد كبر ونقص حفظه، قال هذا.
قد مر أنه مات سنة خمس وثلاثين.
وفيها مات: الإمام الكبير المحدث أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي المجاور، والفقيه البديع أبو علي أحمد بن سعد العجلي الهمذاني، والعلامة اللغوي الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب القيسي القرطبي، ومسند بغداد أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق الشيباني القزاز، ومسند العصر قاضي المرستان أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي، والزاهد القدوة يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو، ومسند نيسابور أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، والمعمر أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن توبة الأسدي العكبرى، وأخوه؛ أبو منصور عبد الجبار.
أخبرنا محمد بن عمر بن محمود الفقيه، أخبرنا محمد بن عبد الهادي، أخبرنا يحيى بن محمود، أخبرنا جدي لأمي؛ إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان، أخبرنا أبو نصر محمد بن