وقال الطبراني في إثره: لا يروى هذا الحديث عن الفضل إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحارث بن عبد الملك". قلت: إسناده واه بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: جهالة الحارث بن عبد الملك بن إياس الليثي، مجهول، لذا فقد ذكره البخاري في "تاريخه" "١/ ٢/ ٢٧٣"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "١/ ٢/ ٨٠" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. العلة الثانية: القاسم بن عبد الله بن يزيد بن قسيط. قال الذهبي في "الميزان": أخاف أن يكون كذابا مختلقا. وقال أيضا: "حديثه منكر ذكره العقيلي بطرق معللة". العلة الثالثة: الانقطاع المحتمل بين عطاء وابن عباس قال علي بن المديني: هو عندي عطاء بن يسار، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف وأن يكون عطاء الخراساني؛ لأن عطاء الخراساني يرسل، عن عبد الله بن عباس". والحديث ذكره العقيلي "٣/ ٤٨٢" بهذا الإسناد مختصرا، ولم يذكر فيه الفضل بن عباس"، ولفظه كما ذكر المصنف وقد ذكر الحديث ابن كثير في "البداية والنهاية" "٥/ ٢١٣" وقال: "وفي إسناده ومتنه غرابة شديدة". وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" "ص ٢٢٨": هو حديث طويل منكر". وقد ذكرت الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الثالث حديث رقم "٨٨٩"، وقد تكلمت على طرقه وأشبعت الكلام عليه فراجعه ثمت تفد علما جما كثيرا. (٢) صحيح: أخرجه أحمد "٢/ ٨٣، ١٠٨، ١٣٠، ١٤٧، ١٥٤"، وفي "فضائل الصحابة" "٣٢٠"، "٥١٥"، "٥٧٠" والبخار "٨٢"، "٣٦٨١"، "٧٠٠٦"، "٧٠٠٧"، "٧٠٢٧"، "٧٠٣٢"، ومسلم "٢٣٩١"، والترمذي "٢٢٨٤"، "٣٦٨٧"، والنسائي في "فضائل الصحابة" "٢٢"، والدارمي "٢/ ١٢٨"، وابن أبي عاصم في "السنَّة" "١٢٥٥"، "١٢٥٦"، والبغوي "٣٨٨٠" من طرق عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي ﷺ أنه قال: فذكره.