وروي من طريق آخر عن ابن عباس: عند الطبراني في "الكبير" "١١/ ١١٤٣٠"، وابن عساكر في "تاريخه" "١٣/ ٢٠" بالمخطوط من طريق من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي عثمان بن صالح، حدثنا رشدين بن سعد، عن أبي حفص المكي، عن ابن جريج، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" "٩/ ٧٠" وقال: "رواه الطبراني، وفيه رشدين بن سعد، وهو مختلف في الاحتجاج به". قلت: إسناده واه بمرة، فيه ثلاث علل: الأولى: رشدين بن سعد، ضعيف رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة كما قال الحافظ في "التقريب" العلة الثانية: أبو حفص المكي، ما إخاله إلا عمر بن قيس المعروف بسندل، تركه أحمد، والنسائي، والدارقطني. وقال يحيى ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل. العلة الثالثة: ابن جريج، مدلس، وقد عنعنه. وأما حديث أبي هريرة: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "١٢٥١"، وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص قال يحيى: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. وأما حديث عقبة بن عامر: فهو عند ابن عدي في "الكامل" "٢/ ٣١"، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" "١٣/ ٢٠" في المخطوط، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" "٣٠٦"، وفيه علتان: الولى: بكر بن يونس بن بكير الشيباني، قال البخاري: منكر الحديث وضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وذكر الذهبي الحديث في ترجمته ثم قال في إثره: "هذا منكر جدا". والعلة الثانية: ابن لهيعة، ضعيف سيئ الحفظ. وأما حديث أبي سعيد الخدري: فهو عند الطبراني في "الأوسط" "٧/ ٦٧٢٢"، وإسناده واه، فيه علتان الأولى جهالة أبي سعد، خادم الحسن البصري، قال الذهبي في "الميزان" "٤/ ٥٢٩": "لا يدري من ذا وخبره باطل. ثم ساق له الذهبي هذا الحديث في ترجمته. العلة الثانية: الحسن البصري، مدلس، وقد عنعنه. وأما حديث ابن عمر ﵄: فهو عند تمام في "فوائده" "٦٤٥"، وابن عساكر في تاريخه المخطوط "١٣/ ٢٠" وإسناده موضوع، فيه علتان: الأولى: خالد بن يزيد أبو الهيثم العمري المكي، كذه أبو حاتم ويحيى. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. والعلة الثانية: عبد العزيز بن أبي رواد، قال ابن الجنيد: ضعيف. وقال ابن حبان: روى عن نافع، عن ابن عمر نسخة موضوعة. وقد ذكرت الحديث بإسهاب في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الثاني حديث رقم "٤٧٢"، وقد أوعبت الكلام على طرقه بما يروي ظمأ علماء وطلاب علم الحديث، فراجعه ثمت تفد علما جما فالحمد لله أن حباني بنعمة العلم حمدا كثيرا طيبا نقوله من باب التحدث بنعمة الله كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث﴾ [الضحى: ١١].