للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمك? قال: خاتم يزدن عليه أسماء الاثني عشر، وذلك يسكن العطش. قال: ويلك يريد يزدن أن يصيرك رافضيًا، سيد الاثني عشر الحسين ، ومات عطشان.

وللمستنجد:

عيّرتني بالشّيب وهو وقار … ليتها عيّرت بما هو عار

إن تكن شابت الذّوائب منّي … فالليالي تزينها الأقمار

نبأني جماعة عن ابن الجوزي، حدثني الوزير ابن هبيرة، حدثني المستنجد قال: رأيت رسول الله في النوم منذ خمس عشرة سنة، فقال لي: يبقى أبوك في الخلافة خمسًا وعشرين سنة. فكان كما قال، فرأيته قبل موت أبي بأربعة أشهر، فدخل بي من باب كبير، ثم ارتفعنا إلى رأس جبل، وصلى بي ركعتين، وألبسني قميصًا، ثم قال لي: قل: اللهم اهدني فيمن هديت.

ثم قال ابن الجوزي: أقر المستنجد أرباب الولايات، وأزال المكوس والضرائب.

ونقل صاحب "الروضتين" أنه كان موصوفًا بالعدل والرفق، وأطلق المكوس بحيث إنه لم يترك بالعراق مكسًا، وكان شديدًا على المفسدين، سجن عوانيًا كان يسعى بالناس مدةً، فبذل رجل فيه عشرة آلاف دينار، قال المستنجد: فأنا أبذل عشرة آلاف دينار لتأتيني بآخر مثله أحبسه.

قال ابن الأثير في "كامله": كان المستنجد أسمر، تام القامة، طويل اللحية، اشتد مرضه، وكان قد خافه أستاذ الدار عضد الدولة بن رئيس الرؤساء وقايماز المقتفوي كبير الأمراء، فواضعا الطبيب على أذيته، فوصف له الحمام، فامتنع لضعفه، ثم أدخل الحمام، وأغلق عليه، فتلف، هكذا سمعت غير واحد ممن يعلم الحال. قال: وقيل: إن الخليفة كتب إلى وزيره مع ابن صفية الطبيب يأمره بالقبض على قايماز وعضد الدولة وصلبهما، فأرى ابن صفية الخط لعضد الدولة، فاجتمع بقايماز ويزدن، فاتفقوا على قتله، فدخل إليه يزدن وآخر، فحملاه إلى الحمام وهو يستغيث، وأغلقاه عليه.

قلت: أول من بايع المستنجد عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر، ثم ابن هبيرة، وقاضي القضاة الدامغاني.

وفي سنة ٥٥ قبض الأمراء بهمذان على سليمان شاه، وملكوا أرسلان شاه، ومات بمصر الفائز بالله، وبايعوا العاضد.

<<  <  ج: ص:  >  >>