للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سنة ٥٦ قتل بمصر الصالح وزيرها، واستولى شاور، وسافر للصيد المستنجد مرات، والتقى صاحب أذربيجان والكرج، فنصر الله، وتملك نيسابور المؤيد أيبه، واستناب مملوكه ينكز على بسطام ودامغان، وتمكن، وهزم الجيوش، وهو من تحت أمر السلطان رسلان.

وفيها كسرت الفرنج نور الدين تحت حصن الأكراد، ونجا هو بالجهد، ونزل على بحيرة حمص، وحلف لا يستظل بسقف حتى يأخذ بالثأر، ثم التقاهم في سنة ٥٩ فطحنهم، وأسر ملوكهم، وقتل منهم عشرة آلاف بحارم، ثم جهز جيوشه مع أسد الدين منجد الشاور وانتصر، وقتل ضده ضرغامًا، ثم استنجد بالفرنج، فأقبلوا، وضايقوا أسد الدين ببلبيس، وافتتح نور الدين حارم وبانياس، وضاع من يده خاتم بفص ياقوت يسمى الجبل، ثم وجدوه.

وفيها أقبل صاحب قسطنطينية بجيشه محاربًا لملك الروم قلج رسلان، فنصر الله، وأخذ المسلمون منهم حصونًا.

وفي سنة ٦٠ ولدت ببغداد بنت أبي العز الأهوازي أربع بنات جملة.

وفيها هاجت فتنة صماء بسبب العقائد بأصبهان، ودام القتال بين العلماء أيامًا، وقتل خلق كثير. قال ابن الأثير.

وفي سنة ٥٦١ عملت الرافضة مأتم عاشوراء، وبالغوا، وسبوا الصحابة، وخرجت الكرج، وبدعوا في الإسلام، وغزا نور الدين مرات.

وفي سنة ٦٢ كان مسير شيركوه إلى مصر ثاني مرة في ألفين، وحاصر مصر شهرين، واستنجد شاور بالفرنج، فدخلوا من دمياط، وحاربهم شيركوه، وانتصر، وقتلت ألوف من الفرنج، وسار شيركوه، واستولى على الصعيد، وافتتح ولد أخيه صلاح الدين الإسكندرية، ثم نازلته الفرنج، وحاصروه بها أشهرًا حتى رد شيركوه، فهربت الفرنج عنها، واستقر بمصر للفرنج شحنة وقطيعة مائة ألف دينار في العام، وقدم شيركوه، وأعطاه نور الدين حمص.

وفي سنة ٥٦٤ غزو شيركوه مصر ثالث مرة، وملكت الفرنج بلبيس، ونازلوا القاهرة، فذل لهم شاور، وطلب الصلح على قطيعة ألف ألف دينار في العام، فأجابه الطاغية مري إلى ذلك، فعجل له مائة ألف دينار، واستنجد بنور الدين، وسود كتابه، وجعل في طيه ذوائب النساء، وواصل كتبه يحثه، وكان في حلب، فجهز عسكره، واستخدم أسد الدين حتى قيل: كان في سبعين ألفًا من بين فارس وراجل، فتقهقر الفرنج لقدومه وذلوا، ودخل القاهرة في ربيع الآخر، وجلس في دست المملكة، وخلع عليه العاضد خلع السلطنة، وكتب له التقليد،

<<  <  ج: ص:  >  >>