وسمع أباه، وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب فأكثر عنه، وهو أعلى شيخ له، وأبا بحر سفيان بن العاص، وأبا الوليد بن رشد الكبير، وأبا الوليد بن طريف، وأبا القاسم بن بقي، وأبا الحسن شريح بن محمد، والقاضي أبا بكر ابن العربي، وأبا جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي، وخلقًا كثيرًا.
وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي، وأبو القاسم بن منظور، وطائفة. ومن بغداد هبة الله بن أحمد الشبلي -ولو استجيز له في صغره من بغداد لأدرك الحسين بن علي البسري- وأبا بكر أحمد بن علي الطريثيثي، وجعفر بن أحمد السراج، والرواية رزق مقسوم.
وقد صنف معجمًا لنفسه.
قال أبو عبد الله الأبار: كان متسع الرواية، شديد العناية بها، عارفًا بوجوهها، حجةً، مقدمًا على أهل وقته، حافظًا، حافلًا، أخباريًا، تاريخيًا، ذاكرًا لأخبار الأندلس. سمع العالي والنازل، وأسند عن مشايخه أزيد من أربع مائة كتاب، من بين كبير وصغير. رحل الناس إليه، وأخذوا عنه، وحدثنا عنه جماعة، ووصفوه بصلاح الدخلة، وسلامة الباطن، وصحة التواضع، وصدق الصبر للطلبة، وطول الاحتمال، وألف خمسين تأليفًا في أنواع العلم. وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابةً عن ابن العربي. وعقد الشروط، ثم اقتصر على إسماع العلم، وعلى هذه الصناعة، وهي كانت بضاعته، والرواة عنه لا يحصون؛ منهم: أبو بكر بن خير، وأبو القاسم القنطري، وأبو بكر بن سمجون، وأبو الحسن بن الضحاك، وكلهم مات قبله.
قلت: ومن الرواة عنه: أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد، وأحمد بن عبد المجيد المالقي، وأحمد بن محمد بن الأصلع، وأبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي، وأحمد بن عياش المرسي، وأحمد بن أبي حجة القيسي، وثابت بن محمد الكلاعي، ومحمد بن إبراهيم بن صلتان، ومحمد بن عبد الله ابن الصفار، وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي، وأبو الخطاب بن دحية، وأخوه أبو عمرو اللغوي، وعدد كثير.
وممن روى عنه بالإجازة: أبو الفضل جعفر بن علي الهمداني، وأبو القاسم سبط السلفي. ولم يخرج من الأندلس.
ومن تصانيفه كتاب "صلة تاريخ أبي الوليد ابن الفرضي" في مجلدتين، وكتاب "غوامض الأسماء المبهمة" في مجلد ينبئ عن إمامته، وكتاب "معرفة العلماء الأفاضل" مجلدان، "طرق حديث المغفر" ثلاثة أجزاء، كتاب "الحكايات المستغربة" مجلد، كتاب