سبتة، فتصدر بها، وبعد صيته، ورحل إليه الناس، وطلب إلى السلطان بمراكش ليأخذ عنه، فبقي بها مدةً، ورجع، حدثنا عنه عالم من الجلة، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول: صادف وقت وفاته قحط، فلما وضعت جنازته، توسلوا به إلى الله، فسقوا، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلَّا في الوحل.
قال: وهو رأس الصالحين، ورسيس الأثبات الصادقين، حالف عمره الورع، وسمع من العلم الكثير، وأسمع، وكان ابن حبيش شيخنا كثيرًا ما يقول: لم تخرج المرية أفضل منه، وكان زمانًا يخبر أنه يموت في المحرم لرؤيا رآها، فكان كل سنة يتهيأ، قرأت عليه "صحيح مسلم" في ستة أيام وكتبًا، ثم سماها.
قلت: تلا بالسبع أيضًا على يحيى بن الخلوف، وأبي جعفر بن الباذش.
تلا عليه أبو الحسن علي بن محمد الشاري، وأكثر عنه.
وقال ابن فرتون: ظهرت لأبي محمد بن عبيد الله كرامات، حدثنا شيخنا الراوية محمد بن الحسن بن غاز، عن بنت عمه -وكانت صالحةً، وكانت استحيضت مدةً- قالت: حدثت بموت ابن عبيد الله، فشق علي أن لا أشهده، فقلت: اللهم إن كان وليًا من أوليائك، فأمسك عني الدم حتى أصلي عليه، فانقطع عني لوقته، ثم لم أره بعد.
قلت: وحدث عنه: ابن غازي المذكور، وأبو عمرو محمد بن محمد بن عيشون، ومحمد بن أحمد اليتيم الأندرشي، ومحمد بن محمد اليحصبي، ومحمد بن عبد الله بن الصفار القرطبي، وشرف الدين محمد بن عبيد الله المرسي، وأبو الخطاب بن دحية، وأخوه أبو عمرو، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محرز الزهري، وعبد الرحمن بن القاسم السراج، وأبو الحسن علي بن الفخار الشريشي، وأبو الحسن علي بن فطرال، وأبو الحجاج يوسف بن محمد الأزدي، وإبراهيم بن عامر الطوسي -بفتح الطاء- ومحمد بن إبراهيم بن الجرج، ومحمد بن عبد الله الأزدي الذي بقي إلى سنة ستين وست مائة.
أخبرني عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الأنصاري، أخبرنا الحافظ عبد الله بن محمد الحجري، أخبرنا أحمد بن محمد بن بقي، وأحمد بن عبد الرحمن البطروجي، قالا: حدثنا محمد بن الفرج الفقيه، حدثنا يونس بن عبد الله القاضي، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى، أخبرنا أبي، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ قال: