للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في حديث: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين" (١): إنما طالت أعمار الأوائل لطول البادية فلما شارف الركب بلد الإقامة، قيل: حثوا المطي.

وقال: من قنع، طاب عيشه، ومن طمع، طال طيشه.

وقال يومًا في وعظه:

يا أمير المؤمنين، إن تكلمت، خفت منك، وإن سكت، خفت عليك، وأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك، فقول الناصح: اتق الله خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم.

وقال: يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه، ما أجرأه!

وهذا باب يطول، ففي كتبه النفائس من هذا وأمثاله.

وجعفر الذي هو جده التاسع: قال ابن دحية: جعفر هو الجوزي، نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها: جوزة. وقيل: كان في داره جوزة لم يكن بواسط جوز سواها. وفرضة النهر ثلمته، وفرضة البحر محط السفن.

قال أبو المظفر: جدي قرأ القرآن، وتفقه على أبي بكر الدينوري الحنبلي، وابن الفراء.

قلت: وقرأ القرآن على سبط الخياط.

وعني بأمره شيخه ابن الزاغوني، وعلمه الوعظ، واشتغل بفنون العلوم، وأخذ اللغة عن أبي منصور بن الجواليقي، وربما حضر مجلسه مائة ألف، وأوقع الله له في القلوب القبول والهيبة.

قال: وكان زاهدًا في الدنيا، متقللًا منها، وكان يجلس بجامع القصر والرصافة وبباب بدر وغيرها. إلى أن قال: وما مازح أحدًا قط، ولا لعب مع صبي، ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها.


(١) حسن: أخرجه الترمذي "٣٥٥٠"، وابن ماجه "٤٢٣٦"، والحاكم "٢/ ٤٢٧"، والبيهقي "٣/ ٣٧٠"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "٦/ ٣٩٧" والقضاعي في "مسند الشهاب "٢٥٢" من طرق عن الحسن بن عرفة قال: حدثنا المحاربي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة الليثي، صدوق، روى له البخاري مقرونا بغيره. وروى له مسلم في المتابعات. والمحاربي هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وأخرجه الترمذي "٢٣٣١" من طريق محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>