قال سبطه أبو المظفر: سمعت جدي على المنبر يقول: بأصبعي هاتين كتبت ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا. وكان يختم في الأسبوع، ولا يخرج من بيته إلَّا إلى الجمعة أو المجلس.
قلت: فما فعلت صلاة الجماعة?!
ثم سرد سبطه تصانيفه، فذكر منها كتاب "المختار في الأشعار" عشر مجلدات، "درة الإكليل" في التاريخ، أربع مجلدات، "الأمثال" مجلد، "المنفعة في المذاهب الأربعة" مجلدان، "التبصرة في الوعظ"، ثلاث مجلدات، "رؤوس القوارير" مجلدان، ثم قال: ومجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابًا.
قلت: وكذا وجد بخطه قبل موته أن تواليفه بلغت مائتين وخمسين تأليفًا.
ومن غرر ألفاظه:
عقارب المنايا تلسع، وخدران جسم الآمال يمنع، وماء الحياة في إناء العمر يرشح.
يا أمير: اذكر عند القدرة عدل الله فيك، وعند العقوبة قدرة الله عليك، ولا تشف غيظك بسقم دينك.
وقال لصديق: أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك، وفي أضيقه من شوقي إليك.
وقال له رجل: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس قال: لأنك تريد الفرجة، وإنما ينبغي الليلة أن لا تنام.
وقام إليه رجل بغيض، فقال: يا سيدي: نريد كلمةً ننقلها عنك، أيما أفضل أبو بكر أو علي? فقال: اجلس، فجلس، ثم قام، فأعاد مقالته، فأقعده، ثم قام، فقال: اقعد، فأنت أفضل من كل أحد.
وسأله آخر أيام ظهور الشيعة، فقال: أفضلهما من كانت بنته تحته.
وهذه عبارة محتملة ترضي الفريقين.
وسأله آخر: أيما أفضل: أسبح أو أستغفر? قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور.