الطبقة التاسعة عشرة من سنة "٣٣٤ هـ" وهي سنة وفاة الوزير العادل علي بن عيسى بن داود بن الجراح، وحتى سنة "٣٤٣ هـ"، وهي سنة وفاة أبي العباس محمد بن إسحاق الضبعي، فاستوعبت هذه الطبقة تسع سنوات حسب.
وقد تناولت هذه الطبقات الخمس والثلاثون جميع العصور من أول عصر الصحابة إلى عصر المؤلف.
وقد بلغت عدد تراجم المترجمين "٥٩٦٤" ترجمة، وقد كرر بعض هذه التراجم، وقد ترجم فيها لجميع الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها من ملوك، وخلفاء، وأمراء، ووزراء، وأطباء ومحدثين وفقهاء ونحاة وشعراء وزهاد وفلاسفة ومتكلمين غير أن اهتمامه الأكبر كان بالمحدثين الذي عني بهم أيما عناية فقد كان ﵀ شديد الإجلال والإكبار لهم، ولا غرو فهم الذين ينافحون عن السنة المشرفة، ومعرفة تراجم هؤلاء المحدثين وبيان شيوخهم وتلامذتهم، كلام العلماء عليهم جرحا وتعديلا مما يساعد في دراسة الأسانيد، والحكم عليها بما يليق بها من صحة أو ضعف ونحوه.
كما جعل الحافظ الصحابة طبقة واحدة، لكنه قسم الصحابة إلى قسمين؛ قسم كبار الصحابة، وقسم لصغار الصحابة، لكنه وضع تراجم العشرة المبشرين بالجنة في مقدمة تراجم الصحابة. ولم يرتب بقية الصحابة تبعا للحوادث الزمنية؛ فجعل الحافظ الذهبي تراجم أمهات المؤمنين وبنات رسول الله ﷺ في مواضع متتالية -ليكون القارئ على علم بسيرهم- لكنه وضع ترجمة أم المؤمنين سودة بنت زمعة التي تزوجها رسول الله ﷺ بعد خديجة ﵂ وضعها بعد ترجمة جويرية، ووضع ترجمة عائشة في إثر ترجمة خديجة ﵄ فلم يرتب التراجم على الأحداث الزمنية، ولم يسر على نسق خاص في ترتيب تراجم الصحابة، ﵃.
وقسم الحافظ رحمه الله تعالى التابعين إلى ست طبقات طبقة كبراء التابعين، وتبدأ من مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية المتوفى سنة "٦٥ هـ" وتنتهي في سنة "٩٣ هـ" وهي السنة التي توفي فيها صفوان بن محرز.
ثم الطبقة الثانية من التابعين؛ وتبدأ بأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، والمتوفى سنة "٩٤ هـ" والتي امتدت إلى سنة "١٠٧ هـ"، وهي السنة التي مات فيها الشاعر الفحل كثير عزة.