للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكثير بخطه المليح كـ "الحلية"، و"إبانة ابن بطة"، و"معالم التنزيل"، و"المغني"، وعدة مصاحف. وربما كتب كراسين كبارًا في اليوم، وكان يشفع برقاع يكتبها إلى الوالي المعتمد وغيره. وقد استسقى مرة بالمغارة فحينئذ نزل غيث أجرى الأودية. وقال: مذ أممت ما تركت بسم الله الرحمن الرحيم.

وقد ساق له الضياء كرامات ودعوات مجابات، وذكر حكايتين في أنه قطب في آخر عمره. وكان إذا سمع بمنكر اجتهد في إزالته، ويكتب فيه إلى الملك، حتى سمعنا عن بعض الملوك أنه قال: هذا الشيخ شريكي في ملكي.

وكان ليس بالطويل، صبيح الوجه، كث اللحية، نحيفًا، أبيض، أزرق العين، عالي الجبهة، حسن الثغر، تزوج في عمره بأربع، وجاءه عدة أولاد أكبرهم عمر، وبه يكنى، وأصغرهم عبد الرحمن الشيخ شمس الدين. ومن شعره:

ألم تك منهاة عن الزهو أنني … بدا لي شيب الرأس والضعف والألم

ألم بي الخطب الذي لو بكيته … حياتي حتى ينفد الدمع لم ألم

وقد مات ابنه عمر، فرثاه بأرجوزة حسنة.

توفي أبو عمر، فقال الصريفيني: حزرت الجمع بعشرين ألفًا.

قلت: ورثاه ابن سعد، وأحمد ابن المزدقاني. وتوفي إلى رضوان الله: عشية الاثنين، في الثامن والعشرين من ربيع الأول، سنة سبع وست مائة، وقد استوفيت سيرته في "تاريخ الإسلام".

<<  <  ج: ص:  >  >>