ليعوده، فقلت: داود على الباب، فقال: ينتظر موتي?! وانزعج، وخرجت، فنزل داود إلى دار سامة، ثم دخلت إلى السلطان، فوجدته قد مات وهو مكبوب على المخدة.
وقال ابن واصل: حكى لي طبيبه، قال: أخذه زكام، فدخل الحمام، وصب على رأسه ماء شديد الحرارة اتباعًا لما قال ابن زكريا الرازي: إن ذلك يحل الزكمة في الحال، وهذا ليس على إطلاقه، قال: فانصب من دماغه إلى فم المعدة مادة فتورمت وعرضت الحمى، وأراد القيء، فنهاه الأطباء، وقالوا: إن تقيأ هلك، فخالف وتقيأ.
وقال الرضي الحكيم: عرضت له خوانيق انفقأت، وتقيأ دمًا ومدة، ثم أراد القيء ثانيًا، فنهاه والدي، وأشار به آخر، فتقيأ، فانصب ذلك إلى قصبة الرئة سدتها، فمات.
قال المنذري: مات بدمشق، في الحادي والعشرين من رجب، سنة خمس وثلاثين وست مائة، ودفن في تابوت.
قلت: ثم بعد سنتين عملت له التربة، وفتح شباكها إلى الجامع. وخلف ابنين: العادل أبا بكر، والصالح نجم الدين، فملكوا العادل بمصر، وتملك الجواد دمشق، فلم تطل مدتهما.