وفي سنة ٦٢٣: بلغ خوارزم شاه أن نائبه على كرمان خلعه، فسار يطوي الأرض إلى كرمان، فتحصن نائبه بقلعة وذل، فنفذ إليه بالأمان، فبلغه أن عسكر الأشرف هزم بعض عسكره، فكر راجعًا، حتى قدم منازكرد، ثم نازل خلاط، وقتل خلق كثير بين الفريقين، ثم بلغه عبث التركمان، فسارع وكبسهم وبدع فيهم.
وفي شعبان سار كيقباذ، فأخذ عدة حصون لصاحب آمد.
وفيها حارب البرنس بلاد الأرمن.
وفيها قال ابن الأثير: اصطاد صديق لنا أرنبًا لها ذكر وأنثيان، ولها فرج أنثى، فلما شقوها وجدوا فيها جروين، سمعت هذا من جماعة كانوا معه، وقالوا: مازلنا نسمع أن الأرنب تكون سنة ذكرًا وسنة أنثى.
وزلزلت الموصل وشهرزور، وترددت الزلزلة عليهم نيفًا وثلاثين يومًا، وخرب أكثر قرى تلك الناحية، وانخسف القمر في السنة مرتين، وبرد ماء القيارة كثيرًا، وما زالت حارة، وجاء الموصل برد عظيم، زنة الواحدة مائتا درهم وأقل فأهلك الدواب.
وفي رجب منها توفي أمير المؤمنين الظاهر، فكانت خلافته تسعة أشهر ونصفًا ﵀ وعاش اثنتين وخمسين سنة، وبايعوا ولده المستنصر بالله أبا جعفر.