للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال خرابه، وإن لم يعرف باني المسجد ولا ورثته كان لأهل محلته بيعه والاستعانة بثمنه في بناء مسجد آخر (١)، وإلى هذا القول، ذهب محمد بن الحسن الشيباني، وهو رواية عن أبي حنيفة (٢).

واستدل محمد بن الحسن الشيباني على ما ذهب إليه من عود المسجد إلى ملك الواقف بما يأتي:

١ - الواقف أزال ملكه بوجه مخصوص وهو التقرب إلى الله تعالى بمكان يصلي فيه الناس، فإذا استغني عنه فقد فات غرض الواقف من المسجد فيعود إلى ملكه (٣).

٢ - عود المسجد إلى بانيه حال خرابه أو خراب ما حوله، قياسًا على عود حصير المسجد وحشيشه إذا استغني عنه (كان الحشيش فرش بدل الحصير قديمًا في بعض البلاد)، وقنديله إذا خرب المسجد، إلى ملك متخذه (٤).

٣ - بالقياس على عود الكفن إلى ملك مالكه، حالة ما لو كفن ميتًا فافترسه سبع (٥).

٤ - بالقياس على رجوع هدي الإحصار إلى صاحبه ليصنع فيه ما شاء حالة زوال الإحصار وإدراك الحج (٦).

٥ - في القول بعدم رجوع المسجد إلى ملك بانيه حالة خرابه ربما يصير مكانًا لإلقاء المهملات عند تطاول المدة (٧).


(١) انظر: الفتاوي الهندية، مجموعة من علماء الهند، ٢/ ٥٨، وفتح القدير، ابن الهمام، ٦/ ٢٣٧.
(٢) انظر: رد المحتار على الدر المختار، ابن عابدين، ٤/ ٣٥٨.
(٣) انظر: فتح القدير، ابن الهمام، ٦/ ٢٣٦ - ٢٣٧، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني، ٦/ ٢٢١.
(٤) انظر: فتح القدير، ابن الهمام، ٦/ ٢٣٦، والعناية شرح الهداية، البابرتي، ٦/ ٢٣٦، ٢٣٧، ورد المحتار على الدر المختار، ابن عابدين، ٤/ ٣٥٩.
(٥) انظر: فتح القدير، ابن الهمام، ٦/ ٢٣٧.
(٦) انظر: المرجع السابق، ٦/ ٢٣٧.
(٧) انظر: العناية شرح الهداية، البابرتي، ٦/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>