هذي الغرائز لا ما تدعي القضب ... هذي المكارم لا ما قالت الكتب
وهذه الهمم اللاتي متى خطبت ... تعثرت خلفها الأشعار والخطب
والصارم الغضب الذي فتح الورى ... ما زال في يد أهله مسلولا
إن لم يحرك فيك الوقوف على سير أصحاب الهمم السامية ساكنا، إذا قد صرت جلمودا ساكنا، فانظر إلى أهل الدنيا في دنياهم، وخذ منهم حافزا لذلك، كيف يكدحون ليلهم ونهارهم في تعاملهم مع الدرهم والدينار؟ أفلا حياء من الله أن يكون هؤلاء أعظم تجلدا منك وانت تتعامل مع الله الكبير المتعال ثم تتقاعس.
إذا فقد الإنسان صدق انتمائه ... وأضحى بلا قلب فليس بإنسان
أعمى أصم عن الحقيقة أبكم ... بالنوم في الفرش الوثيرة تغرم
والصمت كهفك والظلام مخيم
تدعى ولكن الذي يدعى سها ... أمسى على ماء التخاذل يهرم
من أنت يا هذا أمالك في الورى ... عقل يفكر في الأمور فيحسم
إني لأرجوا أن أراك مزمجرا ... انا مؤمن بمبادئي أنا مسلم
قد قمت أرقى في مدارج عزتي ... علمي دليلي والعزيمة سلم
ذهب الرقاد فحدثي يا همتي ... إن العقيدة قوة لا تهزم
لغة البطولة من خصائص أمتي ... عنا رواها الآخرون وترجموا
من ذلك الوقت الذي انتفضت به ... بطحاء مكة والحطيم وزمزم
منذ التقى جبريل فوق ربوعها ... بمحمد يتلو له ويعلم
فلا تستشر غير العزيمة في العلا ... فليس سواها ناصح ومشير
فإن لم يحرك فيك أهل الدنيا وكدحهم في دنياهم شيء فانظر إلى الكفار، إلى حطب جهنم كيف يلهثون وراء أهدافهم المؤقتة، ويتفانون لها مع أنه لا عقبى لها،: