للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرأيت قبلك عاريا ... يبغى نزال الدارعين

كلا. إن بحر الحياة الدعوية ليست السباحة فيه بالخطب اليسير، فخير للإنسان أن يأوي إلى سفينة مأمونة الغرق، ألا وهي سفينة الإيمان والاطمئنان بذكر الرحمن، كثير ممن يحسنون السباحة غرقوا في هذا البحر وما رأينا سفينة الإيمان وذكر الرحمن تغرق فيه أبدا، وعلى الطريق. (سبق المفردون) إن القلب بذكر الرحمن بلد عامر وحصن محكم مصون، وروضة مباركة لا يكان ينفد نعيمها ولا ينضب معينها، (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم:٢٥).

* الذكر مسك والغفلة رماد.

* الذكر جواد والغفلة حمار.

* فليكن لسان الحال على الطريق ما كنت لأتخطى المسك إلى الرماد.

* ولا أمتطي الحمار بعد الجواد

* وإنما يتيمم من لم يجد الماء.

* ويرعى الهشيم من عدم الجميم.

* ويركب الصعب من لا ذلول له (قد قاله ابن زيدون).

أما لسان المقال:

فالعز داري وبحر العزم راحلتي ... والذكر أنسي ومن والاه إخواني

فيا قدمي لا سرت بي لمذلة ... ولم ترتقي إلا إلى العز سلما