غرورا وينسى بأسه حين يغضب
فالتعامل معه كالآتي: لا يلتفت إلى ما في كلامه من طعن ويؤخذ ما فيه من حق إن وجد فإن الحق هو الحق وللداعية خيره وعلى الطاعن شره.
فما الأسد الضرغام يوماً بعاكس ... صريمته إن أنَّ أو بصبص الكلب
يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: بعض الناس لا تراه إلا منتقداً ينسي حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج، فاربأ بنفسك أن تكون كصغار الكلب أو شر الطبل على حد قول القائل:
صغار الكلب أكثرها عواءً ... وشر الطبل أكثرها دوياً
صغير العقل بالأعرض يلهو ... ...وذو اللب الرجيح يراه غيا
ومن نظر الأمور بعين عقل ... جرى في هذه الدنيا أبيا
إن الوقيع كإسمها شر وفساد وفرقة وتمكين للعدو وبهتان نهايتها خصومة وقطيعة وقعود وقرار لعين العدو وهلاك على الطريق وهكذا الذباب على الطعام يطير والفراش على الشهاب يساقط.
كلام من كان على ذا ومنظره ... مما يشق على الأذان والحدق
فلا تعره اهتماما على الطريق ولا تنتصر لنفسك.
فإن انتصرت لها فأنت كمن بغى ... طفي الحريق بموقد النيران
واعجباً لمسلم قبل أن يتعلم مسألة من مسائل الدين يتعلم كيف يقع في إخوانه المسلمين ثم يريد أن ينجح ويفلح ومتى يفلح؟ متى يفلح من يطعن في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من سنين، متى يفلح من يشفي صدور قوم كافرين بالوقوع في إخوانه المسلمين.
تغشى عيون في النهار فلا ترى ... وترى عيون في الظلام وترقب
ويسير ذو جهل بحكمة غيره ... ويتيه ذو العقل السديد ويسلب
فيا طالب العلم: إن الوقيعة في الناس بضاعة الجبناء وكف اللسان عن الناس سمت العلماء وكل إلى جنسه يحن.
فليكن حنينك إلى العلماء وأخلاق العلماء تكن كالعلماء.