للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحمق منه من يرى عيوبه خصالاً يعجب بها. من أنت؟ هل أنت إلا عبد مكلف موعود بالعذاب إن قصر مرجو بالثواب إن ائتمر مؤلف من أقذار مشحون بأوضار سائر إلى جنة إن أطاع وإلا نار - أجارك الله من النار -.

كيف يزهو من رجيعه ... أبد الدهر ضجيعه

وهو منه وإليه ... وأخوه ورضيعه

وهو يدعوه ... إلىالحش بصغر فيطيعه

لو فكر الناس فيما في بطونهم ... ما استشعر العجب شبان ولا شيب

هل في ابن آدم غير الرأس مكرمة ... وهو ببضع من الآفات مضروب

انف يسيل وأذن ريحها سهك ... والعين ممرضة والثغر ملعوب

يابن التراب ومأكول التراب غدا ... أقصر فإنك مأكول ومشروب

وأتم الناس أعرفهم بنفسه كما قيل:

سادسا: اجلس دائما حيث ينتهي بك المجلس فذلك أدعى لكسر نخوة النفس وعجبها واتباع للسنة وأنعم بها خلة.

إذا لم يكن صدر المجالس سيدا ... فلا خير فيمن صدرته المجالس

سابعا: إن التعويل على رحمة الله لا على العمل فحسب يقول صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري: ((لن ينجى أحداً منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).

ثامنا: تعويد النفس علىالفرار من الشرف حتى تعتاده فمن فر منه وهب له ومن تواضع لله رفعه ومن تكبر وضعه.

يقول المدائني: رأيت رجل من باهلة يطوف بين الصفا والمروة على بغلة في تيه وعجب ثم رأيته في سفر يمشي راجلا متعبا منهكاً يحمل متاعه على ظهره فقلت له: أراجل في هذا الموضع وأنت من يطوف بالبغلة بين الصفا والمروة! قال: نعم ركبت حيث يمشي الناس فكان حقا على الله أن أمشي حيث يركب الناس ومن تواضع لله رفعه.

تاسعا: الاستعانة بالله واللجوء إلى الله أن يطهرك من هذه الآفة ومن استعان بالله أعانه الله.

فسل العياذ من التكبر والهوى ... فهما لكل الشر جامعتان

وهما يصدان الفتى عن كل طرق ... الخير إذ في قلبه يلجان